تحركات سعودية لقلب موازين القوى في جنوب اليمن

متابعات خاصة – المساء برس|

تدخل الساحة السياسية في جنوب اليمن مرحلة تحركات لافتة تقودها السعودية، تهدف إلى قلب موازين النفوذ داخل المعسكر الموالي للتحالف، في خطوة تفسر على أنها رد مباشر على تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي ومحاولاته تكريس نفسه ممثلاً حصرياً للجنوب على حساب الدور السعودي.

وأفادت معطيات متداولة في أوساط سياسية وإعلامية قريبة من الرياض بأن المملكة بدأت تهيئة الأجواء لإعادة الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي إلى واجهة المشهد الجنوبي، باعتباره بديلاً قادراً على موازنة نفوذ الانتقالي، الذي تصاعد حضوره بدعم إماراتي خلال السنوات الأخيرة.

وجاءت هذه المؤشرات بالتزامن مع تداول منصات سعودية صوراً لوصول وزير الداخلية الأسبق أحمد الميسري، أحد أبرز رجالات هادي وأكثرهم عداءً للمجلس الانتقالي، إلى العاصمة الرياض، في رسالة سياسية تتجاوز بعدها البروتوكولي، وتعكس توجهاً لإحياء شبكة النفوذ المرتبطة بالرئيس السابق.

ويرى مراقبون بأن الرياض لا تعارض، من حيث المبدأ، إعادة ترتيب الخريطة السياسية في اليمن، بما في ذلك سيناريوهات التقسيم، إلا أنها ترفض بشكل قاطع حصر تمثيل الجنوب في كيان واحد موال للإمارات، وترى في تمدد الانتقالي تهديداً مباشراً لنفوذها ودورها القيادي داخل التحالف.

وفي هذا السياق، برزت تسريبات عن نقاشات داخل الدوائر السعودية لإعادة توزيع مراكز القوة داخل مجلس القيادة الرئاسي، بما في ذلك الدفع بشخصيات محسوبة على هادي لتولي مواقع متقدمة، تمهيداً لسحب البساط سياسياً من تحت أقدام الانتقالي.

ويعتقد المراقبون أن هذه التحركات تمثل محاولة سعودية لاستعادة زمام المبادرة جنوباً، بعد أن اتسع هامش الحركة أمام الانتقالي بدعم إماراتي، وصولاً إلى تحدي التوجهات السعودية علناً، سواء في الملفين العسكري أو السياسي.

وتكتسب عودة هادي، إن تحققت، أهمية خاصة في ظل ما يتمتع به من امتدادات عسكرية وقبلية، لا سيما في محافظة أبين، حيث لا تزال قطاعات مؤثرة من القوات تدين له بالولاء، ما يمنح الرياض ورقة ضغط فاعلة في مواجهة الانتقالي.

ويشير محللون سياسيون إلى أن الصراع الدائم في الجنوب بات انعكاساً مباشراً لتنافس سعودي إماراتي على النفوذ جنوب اليمن، مع سعي الرياض إلى كبح ما تعتبره تغوّلاً إماراتياً، وإعادة ضبط معادلة الشراكة داخل التحالف بما يحفظ لها اليد العليا.

قد يعجبك ايضا