تصعيد إماراتي في حضرموت يتحدى السعودية ويفتح جبهة صدام مفتوحة شرق اليمن

تقرير خاص – المساء برس|

تتجه محافظة حضرموت، شرقي اليمن، نحو مرحلة شديدة الخطورة، مع مواصلة الفصائل الموالية للإمارات، الأحد، عملياتها العسكرية على الأرض، في تحدٍ مباشر للتهديدات السعودية الداعية إلى وقف التصعيد والانسحاب من مناطق التوتر في الهضبة النفطية.

مصادر مطلعة أفادت بأن قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعومة إماراتيًا كثّفت تحركاتها العسكرية في مديرية غيل بن يمين، حيث عززت الحصار المفروض على عدد من المناطق الحيوية، تمهيدًا لاقتحام منازل قيادات عسكرية ومدنية محسوبة على حلف قبائل حضرموت، في خطوة تنذر بانفجار مواجهة واسعة ذات طابع قبلي ـ عسكري.

ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات فقط من معاودة قوات الانتقالي مهاجمة نقاط ومواقع تابعة لحلف قبائل حضرموت المحسوب على السعودية، ما اعتُبر رسالة تحدٍ صريحة لقيادة التحالف، التي كانت قد دعت بشكل علني إلى سرعة انسحاب قوات الانتقالي من الهضبة النفطية، ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها زعزعة الاستقرار.

التطورات الأخيرة في حضرموت لا يمكن فصلها عن الصراع السعودي ـ الإماراتي المتصاعد على النفوذ في شرق اليمن، حيث تمثل حضرموت بثرواتها النفطية وموقعها الاستراتيجي ساحة صرع مفتوحة بين الطرفين. ففي الوقت الذي تسعى فيه السعودية إلى تثبيت نفوذها عبر حلف قبائل حضرموت وقوات موالية لها، تدفع الإمارات بالمجلس الانتقالي كأداة عسكرية وأمنية لفرض واقع جديد بالقوة.

ورغم التحذيرات السعودية المتكررة، وتصريحات مسؤولي التحالف حول “حماية المدنيين” و”خفض التصعيد”، يواصل الانتقالي توسيع رقعة انتشاره العسكري، ما يكشف، وفق مراقبين، عن قرار إماراتي بالمضي في فرض السيطرة الميدانية، حتى لو أدى ذلك إلى صدام مباشر مع أدوات الرياض المحلية.

وبحسب متابعين فإن التحركات الأخيرة تحمل أكثر من دلالة؛ أبرزها محاولة الانتقالي كسر نفوذ حلف قبائل حضرموت، وإضعاف أي قوة محلية ترفض الوصاية الإماراتية، إضافة إلى اختبار حدود الرد السعودي، في ظل مؤشرات على انتقال الخلاف بين الطرفين من مربع السياسة إلى الميدان العسكري.

كما يعكس هذا التصعيد هشاشة ما يسمى بتحالف دعم الشرعية، وتحوله إلى ساحة صراع داخلي بين أطرافه، فيما يدفع أبناء حضرموت ثمن هذا التنازع عبر تهديد السلم الأهلي وجرّ المحافظة إلى مربع الفوضى.

ومع استمرار الحشود، وتبادل الرسائل العسكرية، تبدو حضرموت على أعتاب مواجهة مفتوحة، قد تتجاوز حدود المديرية إلى عموم الهضبة النفطية، ما يهدد بتفجير صراع أوسع بين أدوات السعودية والإمارات. وفي ظل غياب أي أفق حقيقي للتهدئة، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة، قد تعيد رسم خريطة النفوذ شرق اليمن بالقوة، وعلى حساب أمن واستقرار المحافظة وأهلها.

قد يعجبك ايضا