لماذا لم تُدن السعودية بشكل صريح تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة؟
متابعات خاصة _ المساء برس|
أثار غياب الإدانة الصريحة من قبل وزارة الخارجية السعودية تجاه التحركات العسكرية التي نفذها المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، في محافظتي حضرموت والمهرة، موجة واسعة من التساؤلات والانتقادات في الأوساط السياسية والإعلامية.
واعتبر محللون سياسيون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا الموقف يعكس حالة ارتباك سعودي واضحة، ويكشف عن ضيق هامش المناورة لدى الرياض، التي تحاول موازنة علاقاتها داخل التحالف دون خسارة المجلس الانتقالي.
ورغم إقرار البيان السعودي بأن تحركات المجلس الانتقالي جاءت”بشكل أحادي ودون تنسيق مع التحالف أو موافقة المجلس الرئاسي”، إلا أن الرياض اكتفت بوصف ما حدث بـ”التصعيد غير المبرر”، دون أن تذهب إلى حد الإدانة الواضحة أو الإعلان عن أي خطوات عملية لوقف هذه التحركات أو التراجع عنها، الأمر الذي فُسّر على نطاق واسع بأنه موقف رمادي لا يرقى إلى مستوى خطورة التطورات على الأرض.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي عادل الشجاع، في تغريدة له على منصة “إكس”، إن البيان السعودي لم يكن مجرد تعبير دبلوماسي باهت، بل حمل في مضمونه غطاءً سياسيًا غير مباشر لتكريس واقع انقلابي جديد. وأضاف الشجاع:” لم يكن البيان الصادر عن المملكة العربية السعودية بشأن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت والمهرة مجرد موقف باهت أو صياغة دبلوماسية مرتعشة، بل شكّل – في جوهره – غطاءً سياسيًا لتكريس واقع انقلابي جديد يُفرض بالقوة، وبشراكة إقليمية واضحة”.
وتابع الشجاع:”حين تقرّ الرياض صراحة بأن ما جرى تم بشكل أحادي ودون موافقة مجلس القيادة الرئاسي، ثم تكتفي بوصفه بالتصعيد غير المبرر دون أي إدانة صريحة أو إجراءات رادعة، فإنها لا تتحدث بلسان الحليف الداعم للشرعية، بل بلسان الوسيط المتواطئ الذي يدير الأزمة بدل إنهائها”.
ويرى مراقبون أن هذا الموقف السعودي الضعيف، الذي جاء بعد أكثر من عشرين يومًا من سيطرة المجلس الانتقالي على أجزاء من محافظتي حضرموت والمهرة، ورفضه المتكرر للدعوات السعودية بالانسحاب من المناطق التي سيطر عليها، يعكس حالة صدمة وارتباك داخل صانع القرار السعودي.
كما يشير إلى غياب استراتيجية واضحة لدى الرياض في التعامل مع تصاعد النفوذ الإماراتي في المحافظات الشرقية، التي تمثل عمقًا استراتيجيًا وأمنيًا بالغ الحساسية للرياض.