صراع الوصاية يتفاقم.. تواصل التنافس السعودي-الإماراتي على اليمن وثرواته
تقرير – المساء برس|
كشفت صحيفة “ذا كريدل” الأميركية ملامح صراع متصاعد بين السعودية والإمارات داخل اليمن، يتجاوز الشراكة المعلنة في إطار التحالف، ليأخذ طابع التنافس المباشر على النفوذ والثروة وإعادة رسم خرائط السيطرة.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن ما تصفه بـ«الصراع الهادئ» بين الرياض وأبوظبي بات اختبارًا عمليًا لحدود الرقابة الأميركية، ومحاولة من الطرفين لإعادة هندسة التحالفات الإقليمية وفق مصالحهما الخاصة، فخلف لغة المجاملات والمصافحات الرسمية، تتراكم مؤشرات مواجهة نفوذ صامتة خرجت تدريجيًا إلى العلن، مع انتقال التنافس من غرف السياسة إلى مسرح الميدان.
ويرى التقرير أن العلاقة التي بدأت قبل نحو تسع سنوات كتناغم شخصي بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، تحولت اليوم إلى صراع مفتوح على ملء الفراغ الذي خلّفه تراجع الدور الأميركي في المنطقة، حيث يسعى كل طرف لفرض نفسه بوصفه الشريك الإقليمي الأقدر على إدارة الملفات الحساسة.
وتشير ذا كريدل إلى أن المنافسة لم تعد محصورة في التوترات الدبلوماسية، بل تطورت إلى مناورات عسكرية غير مباشرة، إذ وسّعت الإمارات نفوذها في السودان عبر دعم قوات الدعم السريع، في خطوة اعتبرتها الرياض تهديدًا مباشرًا لمصالحها الاستراتيجية، وانعكاسًا لطموح إماراتي يتجاوز حدود الشراكة التقليدية.
ومع تصاعد المخاطر، تقول الصحيفة إن الرياض اتجهت إلى واشنطن، حيث طلب محمد بن سلمان من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل لإنهاء الحرب، في مسعى يعكس قلقًا سعوديًا من انزلاق المشهد خارج السيطرة.
في المقابل، جاء الرد الإماراتي – وفق التقرير – عبر الساحة اليمنية، باستهداف مناطق النفوذ السعودي، والسيطرة على محافظة حضرموت، ما شكّل تحولًا لافتًا في خريطة النفوذ الجيوسياسي داخل البلاد.
وتضيف الصحيفة أن الرد السعودي بدا بطيئًا ومحدود التأثير، واقتصر على محاولات تطويق التصعيد عبر إرسال وفد تفاوضي رفيع المستوى للضغط على المجلس الانتقالي ووقف تمدده، إلى جانب تعزيز الوجود العسكري لضمان نفوذ استراتيجي. غير أن هذه الإجراءات لم تنجح في كبح التوسع الإماراتي، الذي امتد – بحسب التقرير – إلى محافظة المهرة، مع تثبيت الحضور في عدن وشبوة وبقية المحافظات الجنوبية.
ويخلص التقرير إلى أن اليمن تحوّل إلى ساحة تصفية حسابات بين حليفين مفترضين، في صراع لا علاقة له بمصالح اليمنيين، بقدر ما يعكس سباقًا محمومًا على الثروة والمواقع والنفوذ، وسط فشل التحالف في تقديم أي نموذج للاستقرار، مقابل تعميق الانقسام وإطالة أمد الصراع.