عدن… عاصمة التحالف المؤقتة التي اختنقت في ظل صراع المرتزقة الدائم
تقرير – هاشم الدرة- المساء برس|
مدينة عدن التي جعلها التحالف عاصمة مؤقتة له، لم يعد الليل فيها يهبط من السماء… بل يسقط من اعمدة الكهرباء المطفأة وانابيب الغاز الفارغة وطرقات الانتظار الطويل.
المدينة التي قيل انها عاصمة مؤقتة اصبحت مؤقتة في كل شيء… حتى في قدرتها على التنفس.
منذ اسابيع، يعيش الناس في عدن على وقع صراع النفوذ في حضرموت، بين القوى المرتزقة التي تتنافس على مد نفوذ أسيادها السعوديون والإماراتيون القادمون من وراء الحدود، صراع انعكست ازماته على عدن، غاز مفقود يشل البيوت، وقود نادر يخنق الشوارع، وكهرباء غائبة تطفئ ما تبقى من صبر السكان. ازمات تتوالد من رحم صراع لا يرحم احدا.
في الاحياء الشعبية، تمتد طوابير الغاز كأنها طوابير نجاة، رجال يبيتون امام المحطات، ونساء يجررن الاسطوانات، بينما السوق السوداء تلتهم ما تبقى من الرواتب، والشاحنات المحتجزة تذكر بأن ما يحدث ليس قدرا… بل نتيجة صراع يعلو فوق حاجات الناس.
الكهرباء بدورها ضيف ثقيل، يأتي قليلا ويغيب طويلا، تاركا البيوت ميتة والمستشفيات مرهقة والطلاب يدرسون على ضوء الهواتف، اما الشوارع، فتعكس الازمة بوضوح، حافلات متوقفة، سائقون عاجزون، مواطنون يسيرون على اقدامهم، ومدينة تتحرك ببطء كأنها تجر جبلا من الازمات.
وسط هذا المشهد، يقف المواطن في عاصمة التحالف وحيدا، لا يملك الا صوته وصبره وامله بالخلاص من دوامة صراعات تدار من خارج المدينة وتنفذ بأيد محلية رفعت شعارات الانقاذ يوما… ثم تحولت الى ادوات في لعبة اكبر من قدرة الناس على احتمالها.
عدن اليوم لا تختنق من الغاز ولا من انقطاع الكهرباء وحدهما… بل تختنق من صراع لم يختره أهلها، ودفعوا ثمنه من قوتهم ووقتهم وكرامتهم.