توكل كرمان تهاجم «الإصلاح».. تبرؤ متأخر أم قراءة لانحسار الدور؟
حضرموت – المساء برس|
شنت الناشطة توكل كرمان هجومًا حادًا على حزب الإصلاح وقواته، في لهجة بدت غير مألوفة قياسًا بموقعها السابق كإحدى أبرز الواجهات السياسية والإعلامية للحزب. وقالت كرمان في تدوينة على فيسبوك إن «في حضرموت مرتزقة الإمارات ينسحبون لمرتزقة السعودية، والتافهون يعدّون ذلك إنجازًا يحتفون به»، قبل أن تصعّد بوصْفٍ أشمل اعتبرت فيه أن «الأحزاب اليمنية» باتت بلا وزن ولا موقف، في ظل عبث خارجي بالبلاد وصمت داخلي.
هذا الخطاب، الذي جمع بين السخرية والتجريح السياسي، فتح باب التساؤل حول دلالاته وتوقيته، خصوصًا أنه يستهدف حزبًا ارتبط اسم كرمان به طويلًا، سواء على مستوى الخطاب أو التموضع. فالهجوم لا يبدو خلافًا تكتيكيًا عابرًا، بقدر ما يوحي بمحاولة إعادة تموضع علني، في لحظة يتراجع فيها حضور الحزب سياسيًا وميدانيًا، وتضيق عليه دوائر القبول محليًا وإقليميًا.
وتأتي تصريحات كرمان في سياق ضغوط متراكمة تطال تيارات الإسلام السياسي عمومًا، وسط نقاشات دولية متصاعدة حول تصنيف جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بعدة فروع وأحزاب في المنطقة، الأمر الذي جعل الانتماء السياسي لهذا التيار عبئًا في كثير من الساحات.
وفي هذا الإطار، يمكن قراءة هجوم كرمان بوصفه رسالة نأي بالنفس، أو محاولة استباق لمرحلة تتطلب خطابًا أقل ارتباطًا بحزب بات يُنظر إليه كجزء من أزمة لا من حل.
بالمحصلة، لا يعكس هجوم توكل كرمان مجرد رأي شخصي، بل يكشف عن تصدعات أعمق داخل بنية التحالفات القديمة، وعن إدراك متأخر بأن المشهد اليمني يعاد تشكيله بمعادلات جديدة، قد لا يكون حزب الإصلاح جزءًا فاعلًا فيها كما كان في السابق.