حصار منزل الخنبشي يكشف ذروة الاشتباك السعودي–الإماراتي في حضرموت

حضرموت – المساء برس|

تتجه حضرموت إلى مزيد من الاحتقان مع تصاعد المواجهة غير المعلنة بين الرياض وأبوظبي، بعد أن طوقت الفصائل الموالية للإمارات، الاثنين، منزل المحافظ المعيَّن من السعودية سالم الخنبشي، في خطوة توحي بأن الانتقالي يواصل مسار التخلص من كل الرموز المحسوبة على الرياض داخل المحافظة.

عناصر من المنطقة العسكرية الثانية انتشرت بكثافة حول مقر إقامة الخنبشي، فيما خرجت تظاهرات يقودها أنصار الانتقالي تطالب برحيله، وظهر قائد المنطقة، سعيد بارجاش، في مقاطع فيديو وهو يتقدم المحتجين ويتعهد بطرده، في إشارة مباشرة إلى أن الحصار قرارٌ سياسي وعسكري معلن من أبوظبي وليس مجرد تحرك شعبي.

التحرك الإماراتي جاء متزامنًا مع محاولات سعودية لإعادة فرض الخنبشي كأمر واقع في حضرموت، حيث عقد المحافظ اجتماعًا داخل مقر إقامته مع شخصيات عسكرية ومحلية، ورفع خلاله عَلَم اليمن وصور رئيس ما يسمى مجلس القيادة رشاد العليمي، في رسالة واضحة بتماهيه مع الخط السعودي الرافض لهيمنة الانتقالي على المحافظة.

الخنبشي انتقد ما يجري في حضرموت محذرًا من “فتنة” تتشكل، في تلميح إلى الانتهاكات التي تقوم بها قوات قادمة من خارج المحافظة — وهي عبارة استخدمها مرارًا مسؤولون سعوديون ومحليون في سياق الاعتراض على تمدد الانتقالي في وادي وصحراء حضرموت.

الحصار، الذي جاء بعد منع موكب الخنبشي من دخول مدينة سيئون الأسبوع الماضي، يكشف أنّ الانتقالي اتخذ قرارًا نهائيًا بإبعاده، رغم أنه أحد أبناء حضرموت، ما يعني أن أبوظبي باتت تسعى إلى إحكام قبضتها على كامل مفاصل المحافظة عبر إقصاء أي مسؤول موالٍ للرياض، حتى لو كان من أبناء المحافظة.

هذه المستجدات تشير إلى مرحلة أكثر سخونة من الصراع السعودي–الإماراتي في الجنوب، خصوصًا أن حضرموت تمثل آخر معاقل النفوذ السعودي الاستراتيجي، ومع تمسّك الانتقالي بتوسّعه، ومحاولة الرياض تثبيت الخنبشي كتمثيل لها، تبدو المحافظة مرشحة لمزيد من المواجهات السياسية وربما الميدانية خلال الأيام المقبلة، في مشهد يعمّق الانقسام داخل معسكر التحالف ويظهر حجم تصارع الأجندات بين الطرفين في إدارة الملف اليمني.

قد يعجبك ايضا