ماوراء ترويج إعلام التحالف لخبر عودة” شهلائي” إلى صنعاء؟

خاص _ المساء برس|

في سياق حملة إعلامية مكثفة، أعادت وسائل الإعلام الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، تداول أنباء تزعم” عودة القائد الإيراني عبد الرضا شهلائي إلى العاصمة صنعاء”.

وقد زعمت هذه الوسائل أن الهدف من هذه العودة المزعومة هو” الإشراف المباشر على تجاوز الآثار الأمنية والعسكرية للضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت حكومة صنعاء”، وفق تعبيرها.

وبحسب مراقبون، فإن هذه الرواية تتعارض بشكل صارخ مع الحقائق الميدانية الثابتة، حيث لم تقدم تلك الوسائل أي مصادر موثوقة أو أدلة ملموسة تدعم ادعاءاتها، كما أن الوقائع تشير إلى استحالة تحقيق مثل هذه العودة في ظل الظروف الراهنة، وذلك لأن مطار صنعاء الدولي لا يزال مغلقاً بالكامل أمام الحركة الجوية، إلى جانب أن كافة المنافذ البرية والبحرية اليمنية تخضع لسيطرة وتحكم قوى التحالف، مما يجعل من المستحيل عملياً دخول أي شخصية أجنبية بارزة إلى مناطق حكومة صنعاء.

وبحسب تحليلات مراقبين مختصين، فإن توقيت وحجم ترويج هذه الشائعة لا ينفصل عن سياق أوسع، حيث يُلاحظ تصاعد وتيرة نشر وسائل التحالف، وعلى مدى الأيام الماضية، لسلسلة من التقارير المثيرة حول ما تسميه “ضبط شحنات أسلحة ومخدرات قادمة من إيران” في البحرين الأحمر والعربي.

وتشير هذه الحملة الإعلامية الممنهجة إلى وجود هدف استراتيجي يتمثل في إحياء الذرائع القديمة المتعلقة بمحاربة النفوذ الإيراني في اليمن، والتي استخدمت سابقاً كتغطية سياسية لأعمال الحرب على اليمن.

كما يعتقد المراقبون أن هذا الترويج قد يكون تمهيداً إعلامياً لتبرير جولة جديدة من الحرب على اليمن، إلى جانب كونه محاولة لتضليل الرأي العام العالمي ودفع المجتمع الدولي نحو تبني مواقف أكثر تشدداً وربما فرض عقوبات إضافية أو المشاركة في حملات عدائية ضد اليمن.

كما أن هذه الحملات تتزامن مع رفض السعودية التوجه نحو السلام مع صنعاء، واختلاقها للذرائع والتهرب من توقيع وتنفيذ “خارطة الطريق” المتفق عليها سابقاً، انتظاراً منها لحدوث متغيرات محلية أو إقليمية تغير المشهد لصالحها.

يذكر إن هذا النهج الإعلامي يتماشى بنفس الاستراتيجية التي تتبعها القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، في تبرير حروبها وعدوانها على دول مستقلة، فذرائع “مكافحة تهريب الأسلحة والمخدرات” هي نفسها التي تُسوق لتبرير الحصار والعقوبات والعدوان على دول مستقلة مثل فنزويلا في أمريكا اللاتينية.

قد يعجبك ايضا