تحليل إسرائيلي: خطط واشنطن و”تل أبيب” تفشل في كل الجبهات
فلسطين المحتلة – المساء برس|
كشفت القناة الإسرائيلية الـ12 عبر تحليل للكاتب “الإسرائيلي” إيهود ياعري صورة قاتمة لمستقبل التسويات الإقليمية، مؤكدةً أن المشهد بعد الحرب لا يشي بأي اختراق قريب، سواء في غزة أو لبنان أو سوريا أو حتى العراق واليمن. وبرغم محاولات واشنطن الدفع نحو ترتيبات جديدة، إلا أنّ الوقائع على الأرض – كما يورد التحليل – تُظهر عجز الاحتلال عن فرض نتائج سياسية حقيقية، مقابل صعود أدوار قوى المقاومة في أكثر من ساحة.
غزة: مشروع “اليوم التالي” ينهار قبل أن يبدأ
بحسب القناة العبرية، فإن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة ترتيب غزة – وهي رؤية صاغها توني بلير – تبدو أقرب إلى “خيال ديزني لاند”. إذ فشلت واشنطن في حشد أيّ قوة دولية تتولى مهمة “حفظ الاستقرار”، بينما انسحبت الإمارات من الفكرة، وأعلن أنور قرقاش أنهم لن يرسلوا قوات إلى القطاع. الموقف ذاته ينسحب على الأردن ومصر والسعودية، فيما تتراجع إندونيسيا عن وعود سابقة بالمساهمة بقوات.
وتضيف القناة أن “حماس” لا ترى أي مبرّر للتخلي عن سلاحها، في حين يريد محمود عباس السيطرة على القطاع من دون امتلاك القدرة الفعلية على ذلك. أما الأميركيون، كما يشير التحليل، فيبدو أنهم يريدون إدارة الملف عن بعد من دون التورط ميدانياً. وهكذا، يخلص التقرير إلى أن الكلام عن “اليوم التالي” يفتقر لأي أساس واقعي.
لبنان: رهان “نزع السلاح” يتبخر
بحسب القناة، يعكس موقف قائد الجيش اللبناني الجديد، رودولف هيكل – الذي تقول القناة إنه حاز موافقة حزب الله قبل تعيينه – توجهاً لوقف أي نشاط ضد البنى التحتية للحزب جنوبي الليطاني. وتشير القناة إلى أن واشنطن تشعر بخيبة أمل من حكومة نواف سلام التي “عجزت” عن تنفيذ أي خطوة تمس قدرات حزب الله، على الرغم من الوعود الأميركية – اللبنانية المتبادلة.
وترى القناة أن الحديث الذي راج سابقاً حول اتفاق أمني بين الاحتلال ولبنان يتلاشى تدريجياً، بينما تستمر المناوشات بين طائرات الاحتلال والمسيرات التابعة للمقاومة اللبنانية على الجبهة الحدودية.
سوريا: تعقيدات إضافية ورفض لترتيبات الاحتلال
وتوضح القناة أن دمشق تظهر تشدداً متزايداً تجاه أي اتفاق أمني مع الاحتلال. فبحسب التحليل، يرفض الرئيس السوري توقيع أي تفاهمات لا تعيد بحث وضع الجولان، كما يثير اعتراضات على بقاء قوات الاحتلال في بعض النقاط, منها قمة جبل الشيخ وخطوط فصل القوات. وتشير القناة إلى أن ربط سوريا بـ”اتفاقات أبراهام” أصبح أمراً غير واقعي، إلا إذا حصل ضغط أميركي استثنائي.
العراق واليمن: ضبط إيقاع… لا تفكيك للسلاح
يقول التحليل إن واشنطن فشلت أيضاً في نزع سلاح القوى العراقية الموالية لإيران، وإن ما تحقق لا يتجاوز “ضبط السلوك” ومحاولة تجنب استفزاز الاحتلال. وفي اليمن، يزعم الكاتب أن وقف هجمات صنعاء على السفن جاء عقب “خسائر كبيرة”، لكنه يؤكد أن صنعاء لم ترفع تهديدها، وأن قدراتها ستبقى جزءاً من معادلات الضغط الإقليمي.
الضفة الغربية: “منفذ الهروب” كما تصفه القناة
وفقًا للقناة الـ12 العبرية، تراهن كلّ من المقاومة وإيران على تنشيط الجبهة في الضفة الغربية، باعتبارها الساحة الأكثر تأثيراً على الاحتلال. ويشير التحليل إلى أن هذه الجبهة تقلق صناع القرار في “تل أبيب”، في ظل توتر متصاعد واحتكاك مستمر بين المستوطنين والفلسطينيين.
وبحسب مراقبين، فإن الصورة التي تنقلها القناة العبرية تظهر كيان الاحتلال، في موقع العاجز عن فرض أيّ من مشاريعها السياسية بعد عامين من الحرب. فمخطط واشنطن-“تل أبيب” في غزة ينهار، والرهان على إضعاف المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن لم يحقق أهدافه، فيما تستمر الضفة الغربية في التفاعل كجبهة مفتوحة.