واشنطن تحلب السعودية بأسلوبين مختلفين..ورغم خلافاتهم لكن الجمهوريون والديمقراطيون يتفقون على استثمار محمد بن سلمان
متابعات – المساء برس|
أبرز تحليل نشرته مجلة “نيوزويك” الأمريكية تحولا لافتا في السياسة الأمريكية تجاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد سنوات من الضغوط والاتهامات المرتبطة بحرب اليمن وقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ويشير التقرير، الذي أعدته الباحثة “دانا سترول”، إلى أن واشنطن تعود اليوم لاستقبال محمد بن سلمان بصفته شريكا محوريا، في انعكاس واضح لأولويات تقوم على المصلحة الاستراتيجية وتغير موازين النفوذ العالمي.
لكن خلف هذا التحول، تكشف المجلة أن كلا الحزبين الأمريكيين – الجمهوري والديمقراطي يتعاملان مع السعودية بأسلوب مختلف، وإن كان الهدف واحدا “ضمان تدفق الاستثمارات السعودية الضخمة إلى الداخل الأمريكي، وتوظيف الرياض كأداة في صراعات التكنولوجيا والطاقة والأمن”.
ففي عهد الرئيس جو بايدن، اتخذ الديمقراطيون موقفا متشددا وصل حد وصف السعودية بالدولة المنبوذة وتجميد بعض صفقات السلاح، قبل أن يعود بايدن ليصافح ولي العهد في جدة عام 2022 ويقر إطارا جديدا للشراكة يشمل التكنولوجيا والفضاء والبنية التحتية، وليس النفط والأمن فقط، هذا الأسلوب يعكس سياسة الضغط أولا ثم فتح الأبواب أمام الاستثمارات والصفقات.
أما الجمهوريون، فقد اتبعوا نهجا مختلفا يقوم على منح الرياض امتيازات عسكرية واقتصادية مباشرة مقابل صفقات بمليارات الدولارات، فقد استخدم الرئيس دونالد ترامب الفيتو لتمرير صفقات السلاح رغم معارضة الكونغرس، ويستعد اليوم لاستقبال محمد بن سلمان في البيت الأبيض مع وعود بصفقات تكنولوجيا وطائرات “إف-35” واتفاق تعاون نووي مدني، حتى السيناتور ليندسي غراهام، الذي وصف ولي العهد سابقا بالقائد المدمر، عاد وزار الرياض خمس مرات وأجرى لقاءات مباشرة معه.
وتوضح المجلة أن هذه التحولات لم تتأثر بحرب غزة أو تعثر مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي، إذ استمرت الشراكة الأمريكية السعودية بالتوسع عبر صفقات بوينغ وتوافد رؤساء الشركات الأمريكية إلى مؤتمرات الاستثمار في الرياض، إضافة إلى استثمارات سعودية ضخمة في الترفيه والألعاب والتكنولوجيا.
ويخلص التقرير إلى أن المشهد الحالي يعكس معادلة واحدة: الديمقراطيون يضغطون ثم يفتحون الباب، والجمهوريون يمنحون الامتيازات مباشرة، لكن كلاهما يسعى إلى استنزاف السعودية اقتصاديا وسياسيا تحت شعار “الشراكة الاستراتيجية”.