مناورة السعودية في البحر الأحمر.. واجهة جديدة للمشروع الأمريكي الصهيوني بعد فشل الهيمنة المباشرة

صنعاء – المساء برس|

قال الصحافي والباحث في الشؤون العسكرية زكريا الشرعبي إن المناورة السعودية الأخيرة في البحر الأحمر تعبّر عن استمرار الدور الوظيفي الذي تؤديه الرياض ضمن منظومة التبعية لواشنطن و”تل أبيب”، مؤكدًا أنها تأتي في إطار مساعٍ أمريكية لإنقاذ حضورها العسكري والسياسي المتآكل في المنطقة بعد سلسلة من الهزائم والإخفاقات.

وأوضح الشرعبي، في مداخلةٍ على قناة المسيرة، أن توقيت المناورة وسياقها الإقليمي يوضحان أنها “حلقة جديدة في مسلسل خدمة الأجندة الأمريكية الصهيونية”، مضيفًا أن السعودية لا تمتلك قرارها السيادي بقدر ما تؤدي دور “المحمية” الخاضعة لواشنطن، وهو ما عبّر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين قال إن المملكة “لن تصمد أسبوعين دون الحماية الأمريكية”.

وأشار إلى أن المناورة جاءت بعد فشل متكرر للولايات المتحدة وحلفائها في فرض السيطرة على البحر الأحمر رغم امتلاكهم أضخم الأساطيل، مؤكداً أن محور المقاومة، وفي مقدمته اليمن، استطاع بإمكاناته المحدودة أن يغيّر معادلة الردع ويُجبر حاملات الطائرات الأمريكية على الانسحاب في مشهد غير مسبوق في التاريخ الحديث للمنطقة.

وأضاف أن واشنطن بعدما استوعبت هذا التحوّل الجذري في موازين القوى، لجأت إلى استدعاء أدواتها الإقليمية، وفي مقدمتها السعودية، للقيام بالدور الميداني نيابةً عنها تحت ذريعة “ملء الفراغ الأمني”، بينما الحقيقة ـ بحسب الشرعبي ـ أن ما يحدث ليس “إعادة تموضع” كما تروّج واشنطن، بل تغطية على فشل ميداني ذريع جعلها عاجزة عن تحمّل كلفة المواجهة المباشرة مع قوى المقاومة.

وتابع أن المناورة السعودية ليست الأولى من نوعها، لكنها الأكثر دلالة، إذ جاءت بعد أن فقدت واشنطن وحلفاؤها القدرة على التحكم بمسار الملاحة في البحر الأحمر، ما دفعها إلى إسناد مهام السيطرة إلى تابعيها المحليين لتأمين المصالح الأمريكية و”الإسرائيلية”.

وكشف الشرعبي أن الرياض حاولت خلال الأشهر الماضية إنشاء ما سمّته “مبادرة دعم خفر السواحل اليمنية”، وهو في الحقيقة تشكيل من المرتزقة الموالين للعدوان، هدفه توفير غطاء أمني لخدمة المشروع الأمريكي الصهيوني في البحر الأحمر، مؤكداً أن تلك المبادرة تمثّل امتداداً لمحاولات الاحتلال تدويل المياه الإقليمية اليمنية.

وختم الباحث بالقول إن المناورة السعودية ليست عملاً دفاعياً كما تدّعي الرياض، بل خطوة في مشروع استعماري متجدد تسعى من خلاله واشنطن إلى استعادة هيمنتها على الممرات المائية الحيوية بعد أن كسرت صمود اليمن ومحور المقاومة هيبتها العسكرية والسياسية، لتتحوّل السعودية مجددًا إلى أداة ميدانية في حربٍ فقدت الولايات المتحدة زمامها.

قد يعجبك ايضا