أبين تشتعل من جديد.. جنود الانتقالي يقطعون الخط الدولي احتجاجًا على نهب المرتبات وتأخر الصرف
أبين – المساء برس|
شهدت محافظة أبين مساء الثلاثاء تصعيدًا ميدانيًا جديدًا، بعدما أقدم العشرات من جنود قوات الحزام الأمني والدعم والإسناد التابعين للانتقالي على قطع الطريق الدولي في منطقة حسان، احتجاجًا على تأخر صرف مرتباتهم لأكثر من أربعة أشهر متتالية، في خطوة تعكس عمق الانهيار الاقتصادي والعسكري في مناطق سيطرة حكومة التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقالت مصادر محلية لوسائل إعلام يمنية إن الجنود الغاضبين أغلقوا الخط الدولي الرابط بين المحافظات الشرقية والعاصمة عدن، ما تسبب في شلّ حركة السير والتجارة، بعد أن توقفت مئات القاطرات وشاحنات النقل الثقيل على طول الطريق، وسط حالة من الغضب الشعبي والاستياء العام من تجاهل السلطات لمعاناة الجنود والمواطنين على حد سواء.
وأوضح عدد من أفراد قوات الحزام الأمني أن تحركهم يأتي في إطار خطوات تصعيدية متدرجة للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة، مؤكدين أن هذا القطاع “لن يكون الأخير” ما لم تستجب الجهات المعنية لمطالبهم، في إشارة إلى استعدادهم لتوسيع رقعة الاحتجاجات وقطع طرق إضافية في محافظات أخرى.
وحذر المحتجون من أن استمرار تجميد المرتبات ونهب المخصصات المالية سيقود إلى “شلل اقتصادي كامل” على الطرق الحيوية التي تربط المحافظات، محمّلين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة التحالف مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم المعيشية الصعبة.
ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ تتصاعد فيه حالة الاحتقان الشعبي في الجنوب بسبب الانهيار المعيشي وتوقف الرواتب وانعدام الخدمات، فيما تواصل قيادات حكومة التحالف والمجلس الانتقالي صرف المليارات على الولاءات والصفقات السياسية، تاركة الجنود والموظفين في مواجهة الجوع والإذلال اليومي.
وبحسب مراقبين فإن ما يجري في أبين يمثل بداية انفجار اجتماعي متوقّع في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف، بعد أن تحولت معاناة القوات الأمنية والعسكرية إلى عنوانٍ للفشل والفساد داخل منظومة الحكم المدعومة من الرياض وأبو ظبي، والتي عجزت حتى عن دفع مرتبات جنودها رغم تضخم حجم إيرادات الجبايات المختلفة.