صراع الإيرادات في المهرة.. انقسام داخل الرئاسي يفضح هشاشة حكومة التحالف

المهرة – المساء برس|

تفاقمت الخلافات داخل معسكر التحالف في الجنوب، بعد اندلاع أزمة جديدة بين المجلس الرئاسي وحكومة عدن على خلفية إيرادات محافظة المهرة، في مشهد يعكس عمق الانقسامات وتنازع المصالح بين أدوات التحالف السعودي الإماراتي.

فبحسب مصادر حكومية في عدن، رفض عدد من أعضاء المجلس الرئاسي طلب رئيس الحكومة المعيّن من قبل التحالف، سالم بن بريك، بإقالة محافظ المهرة محمد علي ياسر، بعد أن اتهمه بعدم توريد عائدات المحافظة إلى حساب الحكومة في عدن.
وكان بن بريك قد وجّه رسالة إلى أعضاء المجلس المقيمين في الرياض يشكو فيها من رفض المحافظ الانصياع لتوجيهاته المالية، قبل أن يسرب توجيهاً جديداً لبن ياسر يقضي بالاستمرار في الآلية القديمة التي تتيح للسلطة المحلية إدارة الإيرادات بشكل مستقل.

هذا الرفض، وفق مصادر سياسية، كشف عن تباين حاد داخل المجلس الرئاسي نفسه، إذ اعتبر بعض الأعضاء أن إقالة المحافظ ستفتح باب أزمة جديدة بين القوى المتصارعة على النفوذ، وستهدد التوازن الهش القائم في المحافظات الشرقية.

يشار إلى أن المهرة من المحافظات الغنية بالعائدات الجمركية والنفطية، وقد ظلت طوال الفترة الماضية محور تنافس بين السعودية والإمارات، حيث تسعى الرياض لتثبيت نفوذها في المحافظة الحدودية مع سلطنة عمان، بينما تحاول أبوظبي توسيع حضورها الأمني والاقتصادي عبر واجهات محلية.

وبحسب مراقبين فإن هذه الأزمة تمثل مؤشراً جديداً على فشل حكومة التحالف في إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بعدما تحولت المحافظات الجنوبية إلى ساحات نفوذ متضاربة ومصالح متشابكة، وسط غياب واضح لأي مشروع وطني جامع.

ويؤكد متابعون أن استمرار الصراع على الإيرادات بين فصائل التحالف ينذر بانهيار المنظومة الإدارية والمالية بشكل كامل، ما يفاقم الأوضاع المعيشية المتدهورة ويعمّق حالة السخط الشعبي تجاه حكومة عدن التي باتت غارقة في صراعاتها الداخلية أكثر من اهتمامها بخدمة المواطنين.

قد يعجبك ايضا