الحوثي: الشهادة درع الأمة والجهاد وحده يقيها من الاستعباد
صنعاء – المساء برس|
أكّد قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، اليوم الثلاثاء، أن أعداء الأمة يتصرّفون بأهداف «شيطانية» وممارسات إجرامية تهدف إلى استعباد الشعوب ونهب ثرواتها واحتلال الأوطان، مسجّلاً اتهاماً مباشراً لأقطاب الهيمنة وعلى رأسهم أمريكا و”حكومة الاحتلال” ومرتبطيهم.
وطرح الحوثي خلال حديثه رؤية مركزية تربط بين مفهوم الشهادة وبناء الأمة، موضحاً أن الشهداء هم أصحاب قضية وموقف حقّ، وأن عطائهم ازداد علوّاً لأنهم تحرّروا «بروح الشهادة» من القيود التي أعاقت كثيرين عن التحرك الجاد.
وأضاف أن الخوف من الموت أو من الشهادة حدّ من قدرة فئات واسعة على الإسهام في المواقف المصيرية، فبقي سقف مشاركاتهم متدنياً مقارنة بمن آمنوا بالذهاب إلى سبيل الله.
ووصف الشهداء بأنهم قدوة ونماذج ملهمة، وأن سيرهم ووصاياهم تشكل دروساً للقيم والثبات والوفاء للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن تضحياتهم تُترجم على الأرض بانتصارات وعزّ للأمة. وقال إن حضور الشهداء في الميدان جسّد أرفع مستويات القيم الإسلامية والإيمانية، ما انعكس على نتائج ملموسة في صمود المجاهدين وتمكينهم أمام محاولات كسر الإرادة.
وحذّر قائد أنصار الله من خطورة المجتمعات التي تغلب عليها حالة الذل والخوف، وبيّن أن تلك المجتمعات حين تستسلم للتهويل والإرعاب تقيّد نفسها وتعرضها للخطر، بينما الأمّة الحرة ترتكز على روح معنوية عالية وإرادة فولاذية لا تنكسر أمام الضغوط. وأضاف أن التاريخ يشهد على مجتمعات دفعت ثمن الخضوع باهظاً، لأن استسلامها حال دون المقامة على عدوّها وحمايتها لثرواتها وكرامتها.
وأعاد الربط بين البناء الإيماني والصلابة الاجتماعية، قائلًا إن الأمة حين تبنى إيمانها على علاقة صادقة مع الله تتعزّز روحها المعنوية وتزداد شجاعتها وصلابتها في مواجهة التحديات. واعتبر القائد أن ثمار التضحية في سبيل الله تظهر عاجلاً في نصر وعز وتمكين، بينما الجزاء الحقيقي يظهر في الآخرة بنعيم وسعادة أبدية.
وجدد تأكيده على أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الأسمى لمواجهة حالة الصراع التي تعيشها البشرية، وأن الأمة — وبقدر ما تصدق وتضحّي — ينصرها الله ويمدها بالتأييد، لأن الجهاد وحده يقيها من الاستهداف ويكون الحصن الوحيد في مواجهة مخططات الاستعباد والنهب.