الانتقالي يطيح بآلاف المسرحين الجنوبيين مجددًا
عدن – المساء برس|
في خطوة فجّرت غضبًا واسعًا في الشارع الجنوبي، أقدم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، سلطة الأمر الواقع المدعومة إماراتيًا، يوم الثلاثاء، على فصل آلاف المسرحين الجنوبيين قسرًا من سجلات الخدمة، في قرارٍ وصفه مراقبون بأنه “طعنة غادرة” في ظهر من لطالما استخدمهم المجلس شعارًا سياسيًا لتبرير تحركاته وانقلابه على مؤسسات الدولة.
وجاء القرار الذي أعلنه وزير الخدمة المدنية التابع للانتقالي، ليقضي بإسقاط أسماء الآلاف من العسكريين والمدنيين الذين أعادهم الرئيس الأسبق عبد ربه منصور هادي إلى الخدمة قبل أعوام، في إطار معالجة قضية المسرحين قسرًا منذ تسعينيات القرن الماضي.
ورغم محاولة الوزير تبرير القرار بأنه يستند إلى “الازدواج الوظيفي”، إلا أن المبررات وصفت من قبل النقابات والناشطين بأنها “واهية”، خصوصًا أن معظم المسرحين لا يتسلمون سوى مرتباتهم الرمزية منذ عقود، وأن قضيتهم كانت ولا تزال من أبرز الملفات التي استخدمها الانتقالي لكسب التعاطف الشعبي والسياسي.
ووفق ناشطين جنوبيين، فإن الإجراء الأخير يكشف تناقض الانتقالي بين شعاراته وممارساته، إذ يتحدث عن “نصرة الجنوب” بينما يعمّق معاناة الجنوبيين بإقصاء عشرات الآلاف من العسكريين الذين فقدوا وظائفهم بسبب مواقفهم السياسية أو بسبب انتمائهم لمناطق معينة.
وبحسب مراقبين، فإن القرار يحمل بعدًا سياسيًا واضحًا، ويهدف إلى تقليص نفوذ الموالين لهادي داخل المؤسسات الواقعة تحت سلطة التحالف، لا سيما مع تصاعد الخلافات بين أجنحة الانتقالي نفسها، والتي تتنازع على المناصب والمخصصات المالية التي تموّلها أبو ظبي.
اللافت أن القرار جاء في توقيت تشهد فيه عدن وسقطرى وحضرموت أزمات اقتصادية وأمنية خانقة، ما يجعل خطوة الانتقالي أقرب إلى محاولة صرف الأنظار عن فشله في إدارة المناطق التي يسيطر عليها، بعد أن تحولت إلى مسرح لصراعات الفصائل ونهب الإيرادات العامة.