من تعز إلى مأرب… كيف يسير مخطط الإطاحة بالإصلاح؟

خاص _المساء برس|

 

تتسارع الأحداث في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوى الموالية للتحالف لتكشف عن ملامح خطة سياسية وعسكرية تهدف إلى تقويض نفوذ حزب الإصلاح في مناطق سيطرته، وإعادة تشكيل موازين القوة داخل المعسكر الموالي للتحالف.

فبعد أيام قليلة من استهداف قائد اللواء الخامس في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة قوات الإصلاح بعبوة ناسفة أدت إلى إصابته ومقتل اثنين من مرافقيه، شهدت محافظة مأرب، اليوم الاثنين، محاولة اغتيال جديدة طالت قائد اللواء 22 مشاة، العميد عبده عبدالله المخلافي.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن المخلافي أُصيب بجروح بليغة إثر كمين مسلح تعرض له موكبه في منطقة الرويك بمأرب، ما أسفر أيضًا عن مقتل أحد مرافقيه.

ولا تقتصر المؤشرات على عمليات استهداف القيادات العسكرية فحسب، إذ تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الإصلاح، خصوصًا في تعز، حالة متزايدة من الفوضى والانفلات الأمني، ويرى مراقبون أن هذا المشهد يبعث برسالة إلى الأطراف الخارجية التي تشرف على هذه الفصائل، مفادها أن الحزب غير قادر على إدارة المناطق الواقعة تحت نفوذه، وهو ما يبدو جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى تقويض نفوذه.

وبموجب هذه الخطة، يجري العمل على تهيئة بديل يتولى زمام الأمور بدلاً عن الإصلاح، وفي هذا السياق، أصدر وزير الدفاع في حكومة عدن، قبل يومين، قرارًا بتعيين عمر أبو شوارب، المحسوب على جناح أحمد علي عبدالله صالح، رئيسًا لهيئة الإسناد اللوجستي بوزارة الدفاع خلفًا للواء عبدالعزيز الفقيه، في إطار سلسلة تغييرات تطال عدداً من المواقع القيادية داخل الوزارة.

وفي موازاة ذلك، تتكثف جهود الترويج الإعلامي لطارق صالح، عبر تضخيم إنجازاته الميدانية في الساحل الغربي وإبرازه كشخصية قادرة على تحقيق الاستقرار، في مقابل الصورة السلبية التي يجري ترسيخها عن حزب الإصلاح.

وبحسب مراقبون فإن كل هذه المؤشرات توحي بأن مرحلة ما بعد الإصلاح قد بدأت فعلياً، وأن التحالف يعمل بهدوء إلى بناء توازن جديد داخل معسكره، يقوم على تمكين حلفاء جدد في سياق الفوضى المنظمة التي يشرف عليها.

 

قد يعجبك ايضا