من دارفور إلى عدن..خناجر الإمارات تمزق الجغرافيا وتخنق السيادة
تحت المجهر – المساء برس.. هاشم الدرة|
في مشهد إقليمي تتكرر فيه أدوات التفكيك، تتقاطع الأحداث في السودان وجنوب اليمن ضمن مشروع واحد تقوده الإمارات، وترعاه واشنطن وتل أبيب، هدفه تقسيم الدول، وإضعاف الجيوش، وتحويل الجغرافيا إلى مناطق نفوذ تخدم مصالح الاحتلال.
الدعم السريع يعيد سيناريو الانفصال
في السودان، تتسارع التطورات الميدانية مع تقدم قوات الدعم السريع وسيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وانتقال المواجهات إلى شمال كردفان، هذه التحركات العسكرية، المدعومة خارجيا، تثير مخاوف جدية من إعادة سيناريو انفصال الجنوب، وخلق كيانات متنازعة داخل الدولة الواحدة.
ويرى المحللون أن الدعم السريع يسعى إلى اقتطاع أجزاء من دارفور وكردفان لاستخدامها كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية، مستلهما النموذج الليبي، حيث تحولت المليشيات إلى أدوات تفاوض دولية، على حساب وحدة الأرض والشعب.
جنوب اليمن.. الإمارات تزرع قواعدها وتُفكك السيادة
في جنوب اليمن، لا يختلف المشهد كثيرا، فالإمارات، بدعم أمريكي وصهيوني، تنفذ استحداثات عسكرية في الجزر والسواحل اليمنية، أبرزها سقطرى وزقر، وتدعم تشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، بهدف فرض واقع انفصالي يخدم مصالحها الاستراتيجية.
هذه التحركات لا تأتي في سياق دعم الاستقرار في اليمن، بل ضمن مشروع لتفكيك اليمن، وتحويل الجنوب إلى منطقة نفوذ منفصلة، تدار من أبوظبي وتراقب من تل أبيب، في ظل صمت دولي وتواطؤ أممي مكشوف.
أدوات محلية، دعم خارجي، تفكيك منظم
في كلا البلدين، تستخدم أدوات محلية مسلحة، وتغذى بالمال والسلاح، لخلق صراعات داخلية، والسيطرة على الموارد والمواقع الاستراتيجية، ثم فرض واقع سياسي جديد يخدم القوى الخارجية، ويتم ذلك في السودان، عبر الدعم السريع، وفي اليمن عبر الانتقالي وأذرع الإمارات العسكرية.
أما الهدف فلا يخفى على أحد.. تقسيم الدول، إضعاف الجيوش الوطنية، تفكيك الهوية الجامعة، وتحويل الشعوب إلى رهائن في صراعات لا تخدم إلا مشاريع الاحتلال والتبعية.
ما يجري في السودان وجنوب اليمن فضلا عن كونه نتيجة اضطراب داخلي، فهو تنفيذ دقيق لمخطط خارجي يستهدف إعادة تشكيل المنطقة، وفق مصالح واشنطن وتل أبيب، وبأدوات إماراتية تتقن صناعة الفوضى، وتجيد الاستثمار في الانقسامات.