هجوم المحفد يكشف عمق الانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية

تقرير – المساء برس|

وسط تصاعد حالة الفوضى والانهيار الأمني في المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي، شهدت مديرية المحفد بمحافظة أبين فجر اليوم هجوماً هو الأعنف منذ أشهر، نفّذه تنظيم “القاعدة” على مقر اللواء الأول دعم وإسناد التابع للانتقالي الموالي للإمارات، ما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة نحو 13 آخرين، في عملية تؤكد مجددًا سقوط الشعارات التي رفعها التحالف حول “مكافحة الإرهاب”.

وبحسب مصادر ميدانية، بدأ الهجوم بسيارة مفخخة استهدفت بوابة المجمع الحكومي في المديرية، حيث تتمركز قوات اللواء، تبعها اشتباك مباشر استمر نصف ساعة تقريباً، قبل أن ينسحب عناصر التنظيم إلى الجبال المجاورة بعد إحداث دمار واسع في البوابة وعدد من المباني القريبة.

ورغم إعلان القوات الموالية للإمارات والسعودية أنها تمكّنت من “صد الهجوم”، فإنّ العملية مثّلت صفعة جديدة لتلك القوات التي باتت تتعرض لهجماتٍ متكررة من الجماعات الإرهابية في مناطق يفترض أنها خاضعة لسيطرتها الكاملة منذ سنوات، وسط اتهامات لطرف في التحالف بتحريك هذه الجماعات وفق اجنداته.

ويرى مراقبون أنّ عودة “القاعدة” بهذا الشكل إلى المشهد الأمني في أبين وشبوة دليلٌ واضح على فشل التحالف في إدارة الملف الأمني، بعد أن حوّل المحافظات الجنوبية إلى ساحة صراعٍ للفصائل المتناحرة التي أنشأها بنفسه تحت مسميات متعددة. فبدلًا من أن تتوحد الجهود لمواجهة الإرهاب، انشغلت تلك التشكيلات بالاقتتال الداخلي وتقاسم النفوذ والموارد، تاركةً المجال مفتوحًا أمام التنظيمات المتطرفة لتعيد ترتيب صفوفها وتشن هجماتها من جديد.

كما أن تكرار الهجمات في مناطق الجنوب يفضح حالة التراخي الاستخباراتي والاختراق الأمني، وسط اتهاماتٍ شعبية بأنّ التحالف يتغاضى عن تحركات “القاعدة” لاستثمارها سياسيًا وعسكريًا ضد خصومه في المحافظات اليمنية الأخرى.

وتؤكد الأحداث المتسارعة في أبين أنّ ما يسمى بـ”قوات الدعم والإسناد” لم تعد قادرة على حماية نفسها، فضلًا عن حماية المدنيين، في ظل غياب الدولة وتفشي الفساد داخل الحكومة الموالية للتحالف، التي تبدو اليوم عاجزة عن فرض الأمن أو ضمان الحد الأدنى من الاستقرار.

الهجوم على مقر اللواء في المحفد لا يمكن قراءته كحادثةٍ معزولة، بل كجزء من مشهدٍ أوسع لانهيار المنظومة الأمنية التي أنشأها التحالف السعودي الإماراتي، وتحوّلها إلى عبءٍ على المحافظات الجنوبية. ومع استمرار هذا الانفلات، يبدو أن المحافظات الجنوبية تتجه نحو مرحلةٍ أكثر خطورة، تكتنفها الفوضى، في ظل غياب الدولة وارتهان قرارها لقوى الخارج.

قد يعجبك ايضا