احتجاجات عدن تتصاعد.. غضب شعبي يشتعل في وجه التحالف وحكومته

تقرير – المساء برس|

تعيش محافظة عدن على وقع انفجارٍ شعبي جديد، بعد أن بلغت الأوضاع حدّاً غير مسبوق من التدهور في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، التي خرجت عن الخدمة كلياً مساء الإثنين، لتتحول شوارع المدينة إلى ساحة غضبٍ مفتوح ضد الحكومة الموالية للتحالف السعودي الإماراتي.

في مديرية المعلا، أشعل المتظاهرون النار في الإطارات التالفة وأغلقوا الطرق الرئيسة في الخط الدائري، مرددين هتافات تندد بعجز الحكومة وفسادها، محملين التحالف مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المدينة. وسرعان ما امتدت رقعة الاحتجاجات من المعلا إلى المنصورة، في مشهدٍ عكس تصاعد الغضب الشعبي الذي بات يتجاوز حدود المعاناة اليومية إلى المطالبة بإنهاء الوصاية المفروضة على المحافظات الجنوبية.

انهيار شامل وخدمات معدومة

لم يعد انقطاع الكهرباء في عدن حدثاً طارئاً، بل صار عنواناً للأزمة الممتدة منذ سنوات تحت سلطة حكومةٍ فشلت في إدارة أبسط الملفات الخدمية. ومع ارتفاع درجات الحرارة وغياب الكهرباء والمياه وتردي الخدمات الصحية، تتضاعف معاناة السكان، بينما تغيب أي حلول جذرية، وسط فسادٍ متجذر في مؤسسات الحكومة الموالية للتحالف، التي تُتهم بتبديد أموال المنح والمساعدات في صفقات وهمية ومشاريع غير مكتملة.

حكومة عاجزة وتحالف متورط

توسّع رقعة الاحتجاجات الأخيرة يعكس أن الشارع الجنوبي لم يعد قادراً على احتمال مزيدٍ من الفشل. فحكومة التحالف التي وعدت بالدعم المالي واللوجستي، غرقت في فسادها وانقساماتها الداخلية، بينما يواصل التحالف السعودي الإماراتي إحكام قبضته على القرار الاقتصادي والعسكري، متسبباً بشللٍ شامل في مؤسسات الدولة، وتحويل عدن إلى نموذج للفوضى والانهيار.

ويرى مراقبون أن تصاعد موجة الغضب الشعبي ينذر بانفجارٍ قادم في الشارع الجنوبي، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع المعيشية، وتزايد شعور المواطنين بأن التحالف لم يأتِ لتحرير اليمن أو إنقاذه، بل لنهب ثرواته والسيطرة على موانئه وجزره وممراته الحيوية.

الاحتجاجات الأخيرة، وفق مرقبين، لم تعد انعكاسًا لردات فعل على انقطاع الكهرباء وحسب، بل باتت تعبيرًا عن تراكم طويل من السخط الشعبي تجاه منظومةٍ فقدت شرعيتها. فكلّ المؤشرات تؤكد أن الغضب في عدن تجاوز مرحلة الاحتجاج العفوي، وأن استمرار التحالف في سياساته الحالية قد يدفع الشارع إلى خيارات أكثر تصعيداً، عنوانها رفض الوصاية الأجنبية واستعادة القرار اليمني المستقل.

قد يعجبك ايضا