قائد أنصار الله: الشعب اليمني في موقع الريادة.. وثباته أسقط رهانات الأعداء
صنعاء – المساء برس|
أكد قائد حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في كلمته اليوم الخميس، أن الشعب اليمني سجّل موقفًا تاريخيًا فريدًا في نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأنشطة الشعبية في اليمن بلغت مستوى غير مسبوق عالميًا، من حيث الزخم والاستمرارية والوعي، خلال عامين من معركة طوفان الأقصى.
وأوضح الحوثي أن المظاهرات المليونية الأسبوعية التي شهدتها البلاد على مدى عامين متواصلين ملأت أكثر من 1400 ساحة في مختلف المحافظات، في مشهد يعكس عمق الارتباط الإيماني للشعب اليمني بالقضية المركزية للأمة، مشيرًا إلى أن هذا الحراك الشعبي لم يتوقف يومًا، بل اتسع ليشمل مختلف فئات المجتمع ومؤسساته، من الجامعات والمدارس إلى القبائل والمؤسسات الدينية.
وأضاف أن مسار التعبئة العامة والتدريب العسكري شهد تطورًا ملحوظًا، حيث تجاوز عدد المجاهدين المتخرجين من مراكز التدريب أكثر من مليون مجاهد، مع انتقال العمل إلى مستوى متقدم في برامج التأهيل النوعي، ما يعكس استعداد اليمن المتصاعد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وأشار إلى الدور الريادي لـ رابطة علماء اليمن، التي كان لها حضور فاعل في الأنشطة التوعوية والبيانات والمواقف الشرعية، برعاية سماحة المفتي السيد العلامة شمس الدين شرف الدين، معتبرًا أن العلماء قدموا النموذج الأسمى لعلماء الدين وهم يتصدرون صفوف الأمة في مواجهة الكفر والصهيونية العالمية، مؤكدًا أن مواقفهم القوية والواضحة تجسّد الواجب الديني والإسلامي في زمن التحديات.
وفي حديثه عن القطاع الطلابي والجامعي، نوه قائد أنصار الله بالحراك الكبير للطلاب وأساتذة الجامعات والمدرسين، معتبرًا أن هذا النشاط المتميز يمثل علامة فارقة في الوعي الثوري والإيماني، ورافدًا أساسيًا في استمرار التعبئة الشعبية والفكرية ضد المشروع الأمريكي الصهيوني.
كما أشاد بدور القبائل اليمنية التي خرجت في وقفات مسلحة ضخمة معلنة موقفها الثابت في صف الأمة، مؤكدًا أنها أفشلت مؤامرات الأعداء، وحافظت على السلم الاجتماعي، وأسهمت بالمال والرجال في معركة الدفاع عن اليمن والأمة، قائلًا إن القبائل اليمنية ظلت صخرة صلبة في وجه كل محاولات الاختراق والفتنة.
وفي سياق متصل، تناول الحوثي الدور الكبير للمجاهدين في ميدان الإعلام، واصفًا إياهم بـ”فرسان الجهاد” الذين واجهوا الأبواق الصهيونية بفاعلية وتأثير كبير، رغم امتلاك الأعداء إمكانات ضخمة في الحرب النفسية والإعلامية. ووجّه القائد التحية لهؤلاء المجاهدين، داعيًا إلى استمرار تطوير الأداء الإعلامي لما له من أثر بالغ في الوعي الجمعي للأمة.
وفي الشأن العسكري، أكد الحوثي أن العمليات الإسنادية بالصواريخ والطائرات المسيّرة والعمليات البحرية استمرت بزخم كبير، محققة نجاحات استراتيجية مؤثرة على مستوى البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي. وأوضح أن العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي” نفذ نحو 3 آلاف غارة خلال جولتين من العدوان، دون أن يحقق أي هدف عسكري ملموس.
وبيّن أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت قدراتها المتطورة في الدفاع الجوي والبحري، وأسقطت طائرات استطلاع متقدمة من طراز إم كيو-9، كما استخدمت الصواريخ الباليستية في العمليات البحرية بدقة غير مسبوقة، ما أثار صدمة في الأوساط العسكرية الأمريكية التي وصفت المعركة بأنها “الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية”.
وأكد الحوثي أن العدوان الأمريكي فشل في كل محاولاته لتدمير القدرات الصاروخية أو وقف العمليات البحرية، مشيرًا إلى أن حاملات الطائرات الأمريكية تحولت من رمز للقوة إلى عبء ثقيل على واشنطن، بعد أن اضطرت إلى الانسحاب من مسرح المواجهة.
وأضاف أن العدو لجأ إلى الحرب الاقتصادية والحصار في محاولة للضغط على الشعب اليمني، لكنه فشل في كسر إرادته، إذ واصل الشعب صموده وثباته رغم الأوجاع، وازداد عزيمة وإيمانًا بصدق موقفه وعدالة قضيته.
وجدد التأكيد على أن الشعب اليمني، الذي قدّم الشهداء بسخاء، يعي أن تضحياته ليست خسارة بل شرف عظيم في سبيل الله، مشيرًا إلى أن الصبر والثبات هما سر النصر والعزة، وأن الموقف اليمني سيبقى شامخًا حتى يتحقق الوعد الإلهي بالفتح والنصر للأمة جمعاء.