“الظل” و”سراب”… تفاصيل جديدة عن وحدتين تمكنتا من إخفاء الأسرى في غزة
غزة_ المساء برس
منذ السابع من أكتوبر، تحول ملف الأسرى الإسرائيليين إلى أحد أكثر الملفات حساسية وتعقيداً في الحرب على غزة، بعدما أن تمكنت المقاومة الفلسطينية من أسر مئات الجنود والمستوطنين، ورغم محاولات الاحتلال المكثفة لاستعادتهم، بقي مكانهم مجهولاً، بفضل وحدات خاصة داخل المقاومة تولّت مهمة الإخفاء والحماية في ظروف عسكرية وأمنية قاسية.
وأظهرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، مستوى عالياً من التنظيم الأمني في التعامل مع الأسرى الإسرائيليين، الذين تجاوز عددهم 250 أسيراً، وقد عملت هذه الفصائل على نقلهم وتأمينهم في مواقع متعددة، متجنّبة رصد الاحتلال وعملياته الاستخباراتية.
ورغم التوغلات الواسعة والقصف العنيف على مختلف مناطق القطاع، فشلت قوات الاحتلال في الوصول إلى الأسرى.
وقد برز خلال هذه المرحلة اسمان رئيسيان هما:
وحدة الظل التابعة لكتائب القسام،
ووحدة سراب التابعة لسرايا القدس.
هاتان الوحدتان حملتا على عاتقهما مسؤولية إخفاء الأسرى وتأمينهم على مدار الحرب، ضمن ترتيبات أمنية صارمة لا يعرف تفاصيلها إلا عدد محدود من القادة والمقاتلين.
*وحدة الظل – كتائب القسام:
تأسست هذه الوحدة منذ عام 2006، قُبيل عملية أسر الجندي جلعاد شاليط، بهدف إدارة ملف الأسرى وإبقائهم بعيداً عن أعين الاستخبارات الإسرائيلية.
ويُعد القائد الشهيد باسم عيسى أحد أبرز مهندسي هذه الوحدة، والذي كانت له مساهمة أساسية في احتجاز شاليط لمدة تجاوزت خمس سنوات، إلى حين إتمام صفقة تبادل حرّرت خلالها المقاومة أكثر من ألف أسير فلسطيني.
خلال الحرب الحالية، لعبت وحدة الظل دوراً محورياً في الاحتفاظ بعشرات الأسرى الإسرائيليين، ما ساهم في إنجاح ثلاث صفقات تبادل أفرجت المقاومة بموجبها عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالمؤبد ونساء وأطفال.
*وحدة سراب – سرايا القدس:
ظهرت وحدة “سراب” على الساحة خلال المعارك الأخيرة، حين أعلنت سرايا القدس احتجازها لجنود إسرائيليين وجثث أخرى خلال عملية “طوفان الأقصى”، وأصبحت هذه الوحدة طرفاً أساسياً في عمليات التسليم خلال الصفقات التي وُقّعت أولاً في نوفمبر 2023، ثم في اتفاق الدوحة مطلع 2025.
مهمتها الأساسية التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين، من الحراسة إلى التفاوض، ضمن إطار سري لا يُكشف عنه، بسبب أهمية هذا الملف كورقة ضغط استراتيجية في يد المقاومة.