الإعلام الإسباني يفضح فبركات الاحتلال حول “أنفاق مستشفى الشفاء”
تقرير – المساء برس|
في ضربة جديدة لما تبقى من مصداقية الإعلام العسكري “الإسرائيلي”، كشفت قناة تلفزيونية إسبانية تحقيقًا موثقًا يُثبت أن الرسوم المتحركة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي بزعم وجود مركز قيادة لحركة حماس تحت مستشفى الشفاء في غزة، كانت مفبركة بالكامل، وأنها استندت إلى نماذج رقمية مأخوذة من الإنترنت ومواقع أجنبية لا علاقة لها بفلسطين.
التحقيق، الذي بثّته القناة الإسبانية مساء الأحد، أظهر بالأدلة أن حكومة بنيامين نتنياهو لجأت إلى إنتاج وإعادة تدوير صور ونماذج رقمية وهمية لأنفاق تحت المستشفيات والمدارس، لتبرير جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ العام الماضي.
ووفقاً للتقرير، فقد استخدمت حكومة الاحتلال نماذج ثلاثية الأبعاد مزيفة تم إعدادها بواسطة برامج تصميم مفتوحة المصدر، وجرى عرضها في مؤتمرات صحافية رسمية تحت عنوان “إرهابيون تحت المستشفيات”، في محاولة لإقناع الرأي العام الغربي بضرورة الهجوم على المرافق الطبية.
وأكد التحقيق أن بعض المقاطع التي روّج لها جيش الاحتلال مأخوذة من ورشة لإصلاح السفن في متحف اسكتلندي، وتمّ عرضها في الفيديوهات الرسمية بعد تعديلها لتبدو وكأنها شبكة أنفاق لحماس تحت غزة.
لم تتوقف الفبركة عند حدود غزة؛ إذ أوضح التحقيق أن “إسرائيل” استخدمت الأسلوب نفسه في ملفات سوريا ولبنان وإيران، حيث أعادت تمثيل صور رقمية سابقة لتبرير تفجيرات وغارات نُفّذت لاحقًا في تلك البلدان، بذريعة استهداف بنى تحتية هناك.
وتؤكد القناة الإسبانية أن هذا النمط من “إعادة تمثيل الوقائع” أصبح جزءًا من استراتيجية دعائية إسرائيلية تهدف إلى صناعة مبررات إنسانية وأمنية مسبقة قبل تنفيذ أي عدوان جديد، وتستخدم فيها مواد مرئية مزيفة، يتمّ الترويج لها من خلال شبكات إعلامية متعاونة في الغرب.
التحقيق الإسباني أعاد التذكير بما كانت قد نشرته شبكة “سي إن إن” الأميركية عام 2023، عندما أكدت بعد مراجعة صور الأقمار الصناعية وتصريحات المراسلين في غزة، عدم وجود أي نفق أو منشأة تحت مستشفى الشفاء، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال لم يعرض دليلاً واحداً يثبت وجود “البنية التحتية الإرهابية” المزعومة التي استخدمها لتبرير اقتحام المستشفى.
وقالت سي إن إن آنذاك: “لا يوجد ما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية كشفت عن نفق متعدد المستويات كما زعم المتحدث العسكري في مؤتمره الصحافي قبل أسابيع”.
وبحسب محللين محللين فإن ما كشفه الإعلام الإسباني يعرّي البنية الدعائية للاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد أن الاحتلال يخوض حربًا نفسية موازية للحرب الميدانية، يستخدم فيها التضليل والإنتاج الإعلامي المصطنع لتبرير جرائم الحرب أمام المجتمع الدولي.
كما يبرز التحقيق أن الاحتلال بات عاجزًا عن إقناع الرأي العام الغربي بذرائعه التقليدية، بعد أن تكررت الأكاذيب في كل جولة عدوان على غزة.
ويؤكد مراقبون أن هذا الفضح الإعلامي الأوروبي، يأتي في لحظة فارقة بعد تصاعد الوعي العالمي بحقيقة الإبادة في غزة، وأنه يعزز الرواية الفلسطينية ويمنح المقاومة مساحة جديدة في معركة الوعي، وهي المعركة التي بدأت تميل لصالح المظلومين في فلسطين واليمن ولبنان أمام آلة التضليل الصهيونية الغربية.