كيف فتح ترامب نافذة غير مسبوقة لحماس على الإعلام الغربي واعترف بها لاعباً أساسياً في غزة؟

خاص – المساء برس|

في تحول غير مسبوق في الخطاب السياسي والإعلامي الأمريكي تجاه حركة حماس، أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بعد أن قام بنشر بيان الحركة باللغة الإنجليزية على حسابه الرسمي، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة اعتراف ضمني بمكانة الحركة ودورها السياسي المحوري في معادلة غزة.

ويرى مراقبون إن الأهم من ترحيب ترامب بمضمون رد حماس، هو نشره للبيان كاملاً باللغة الإنجليزية، وهو ما يحمل دلالات سياسية وإعلامية عميقة. هذه الخطوة تعني أن حماس نجحت في فرض نفسها على الطاولة السياسية الدولية، وأن واشنطن – أو على الأقل ترامب – باتت تتعامل معها كقوة أمر واقع لا يمكن تجاوزها، بعد أن كان ترامب نفسه يتحدث في السابق بعنجهية عن “قتل قادتها والتخلص منها نهائياً”.

ومجرد نشر ترامب للبيان يمثل تحولاً في الموقف الأمريكي من تهميش حماس إلى الإقرار بدورها المركزي في أي تسوية تخص غزة، بعدما كان يروّج لفكرة تشكيل “مجلس دولي” برئاسته لإدارة القطاع، متجاهلاً وجود الحركة تماماً.

وفي هذا السياق تشير الصحفية إيمان طوالبة إلى أن ترجمة البيان للإنجليزية تحمل هدفاً استراتيجياً يتمثل في مخاطبة الرأي العام الأمريكي والدولي بشكل مباشر، وإظهار حماس بصورة حركة سياسية مسؤولة قادرة على تقديم ردود متزنة، وهو ما أكد عليه ترامب حين وصف ردها بـ”المسؤول”. هذه الخطوة منحت الحركة مكسباً إعلامياً كبيراً في الساحة الغربية التي لطالما تم فيها تشويه خطابها أو حجبه بالكامل.

الأكثر لفتاً للنظر هو أن نشر البيان تزامن مع ضغوط مباشرة من ترامب على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لوقف القصف فوراً. اللافت أن نتنياهو لم يرفض الطلب إطلاقاً، وكأنه كان في مأزق ميداني يخشى فيه التوغل في مدينة غزة، فاستغل أوامر ترامب لتبرير التراجع أمام صقور حكومته المتطرفة الذين يهددونه بإسقاطه من الحكومة إذا تراجع في غزة.

بهذه الخطوة، يرى مراقبون بأن السحر انقلب على الساحر، فالحركة التي يتم محاربتها في أمريكا ويتم شيطنتها في الإعلام الأمريكي والغربي، تجد نفسها اليوم موضوعاً في حساب رسمي لأكثر رؤساء أمريكا تطرفاً، يتيح لها نافذة غير مسبوقة على الإعلام الغربي، ويُكرّس حضورها كطرف سياسي رئيسي لا يمكن تجاهله في مستقبل غزة والمنطقة.

هذا التحول لا يُقرأ فقط في سياق الدعاية الإعلامية، بل يُشير إلى بداية تغير في معادلات التفاوض والضغط السياسي، حيث تنتقل حماس من مربع العزلة إلى موقع الطرف الذي يُفرض حضوره حتى على أكثر خصومه شراسة.

قد يعجبك ايضا