السعودية تسرق أشهر زامل يمني وتنتج به عمل فني بمناسبة ذكرى تأسيسها.. هل تثبت أنها قامت على نهب أملاك الآخرين؟
خاص – المساء برس|
كل شيء من اليمن عظيم وسرعان ما يحظى بترويج وانتشار واسع ويلقى قبولاً كاسحاً ليس على المستوى المحلي والإقليمي بل أحياناً يصل للمستوى العالمي، وليست فقط مواقف اليمن في قضايا الأمتين العربية والإسلامية والتي ترجمتها في أحداث العدوان على غزة بوقوفها في وجه الاحتلال الإسرائيلي من على بعد أكثر من 2000 كيلو متر هي التي تلقى رواجاً وقبولاً وانتشاراً عالمياً فقط، بل حتى في أعمالها الفنية الشعبية التي تعكس الثقافة والهوية اليمنية تجد هي الأخرى طريقها للعالمية والشهرة بدون تدخل دعائي من اليمن.
السعودية قادت تحالفاً عسكرياً دولياً شن حرباً على اليمن لا تزال تداعيات هذه الحرب مستمرة حتى اليوم منذ انطلاقها في مارس 2015، ولا تزال الرياض حتى اليوم تتخذ موقف العداء والمؤامرات ضد الحكومة اليمنية في صنعاء، ويفترض أن تكون العلاقة بين بلدين متحاربين هي علاقة تنافسية في سياق إثبات كل طرف فشل الآخر وفي سياق إضعاف والتقليل من كل ما يقدمه الآخر، لكن في حالة السعودية فهي تعمل على العكس حيث وبدلاً من العمل على إضعاف الرواية اليمنية للترويج لروايتها ترتكب الرياض أخطاءً تصب في مصلحة خصمها اليمن فتعزز من موقفه وتكرّس مصداقيته وتقدم السعودية بأنها فاشلة في مناقسة خصمها وبدلاً من الإتيان بأفضل مما أتى به خصمها وأبدع فيه تختصر الرياض الطريق وتسرق الجهد الخاص بخصمها وتنسبه لنفسها ومن ذلك مثلاً الأعمال الفنية التراثية، وآخرها سرقة لحن أشهر زوامل الشعب اليمني التي ظهرت مع بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن في 2015 وهو زامل “ما نبالي ما نبالي واجعلوها حرب كبرى عالمية”.
في احتفالات السعودية بمناسبة ذكرى تأسيسها لهذا العام الذي يوافق الـ20 من سبتمبر من كل عام، قامت الرياض بتركيب كلمات تمدح السعودية وملكها وأتت بفرقة إنشادية لتؤدي هذه الكلمات على اللحن اليمني المسروق وخرجت بعمل فني مسروق من اليمنيين، لكن الأخيرين لم يسكتوا حيث شنوا حملة ضد السعودية وجيشها وملكها وولي عهده وهيئة الترفيه التي أنتجت هذا العمل الفني المسروق.
سرقة الأعمال الفنية اليمنية من قبل الدول الخليجية ليست بالشيء الجديد، لكن الجديد هو أن تسرق السعودية عملاً فنياً هو في الأصل تم إنتاجه ضد السعودية من قبل خصومها اليمنيين أثناء حرب بينهما وهو ما يعني أن قوة تأثير الحرب النفسية اليمنية أثناء المعركة مع العدوان السعودي الإماراتي أتت مفعولها حتى داخل الجبهة السعودية الداخلية ذاتها لدرجة أنها أعجبت بهذا العمل فاستنسخته وأنتجت منه عملاً فنياً خاصاً بها.
وما يزيد الطين بلة بالنسبة للسعودية، أنها تتباهى بهذا العمل الفني في احتفالاتها بذكرى تأسيسها، فهل يمكن فهم هذه الجريمة الجديدة على أنها إثبات جديد من السعودية بأنها مملكة قامت على نهب أملاك الآخرين من أرض وجغرافيا وثروات وصولاً إلى التراث والأعمال الفنية؟.
الجدير بالذكر أن زامل ما نبالي ما نبالي الذي سرقت الرياض اللحن الخاص به ونسبته لها، هو من أعمال أحد شعراء اليمن ومقاتليها الذين استشهدوا بداية العدوان على اليمن، وهو الشاعر والمؤدي، لطف القحوم الذي كان يكتب كلمات زوامله ويقوم بتلحينها وتأديتها وسرعان ما تنتشر في الشارع اليمني كانتشار النار في الهشيم من قوة وجسارة كلماتها وصدى وتأثير ألحانها الحماسية.
هذا هو الزامل اليمني (ما نبالي ما نبالي) بصوت الشهيد لطف القحوم:
وهذا هو العمل الفني السعودي المسروق والذي تحتفل به الرياض في ذكرى تأسيس المملكة
https://x.com/khalil_alomari/status/1969863546034147365