الشرعية تستقبل وتحتفل بـ 26 سبتمبر بقتل مديرة صندوق النظافة في تعز بـ30 طلقة
خاص – المساء برس|
فيما اليمنيون على أعتاب ذكرى ثورة 26 سبتمبر، قدمت حكومة التحالف السعودي الإماراتي ومليشياتها المسلحة (الشرعية) نموذجاً جديداً لـ”النظام الجمهوري الذي تريده الشرعية” والذي تحت مزاعم الدفاع عنه فتحوا البلاد مسرحاً للقوى الغربية وأدواتها من الدول الإقليمية وشرعنوا لها ما قامت به من عدوان منذ مارس 2015 وحصار استهدف كل اليمنيين من الشمال إلى الجنوب تحت مزاعم (استعادة الجمهورية)، بينما الجمهورية التي لا يريدون لها أن تكون في اليمن هي تلك التي أعادت سلطات صنعاء بناءها من جديد بما فيها من سيادة واستقرار أمني ونهضة اقتصادية قائمة على الاكتفاء الذاتي وجيش وطني مُسلح وقوي وقادر على حماية البلاد ونصرة المستضعفين من شعوب الأمتين العربية والإسلامية.
وشهدت مدينة تعز، جريمة اغتيال مروعة راح ضحيتها مديرة صندوق النظافة والتحسين في المحافظة، افتهان المشهري، بعد أن أطلق مسلحون على متن دراجة نارية وابلاً من الرصاص عليها في جولة سنان، ما أدى إلى مقتلها على الفور.
وبحسب مصادر محلية، فإن المسلحين أطلقوا أكثر من 30 طلقة نارية على سيارة المجني عليها أثناء قيادتها لها، في مشهد صادم هز الشارع التعزي وأثار موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتضاف هذه الجريمة إلى سلسلة من الاعتداءات التي شهدتها مدينة تعز مؤخراً، أبرزها الهجوم المسلح الذي استهدف سيارة الدكتورة عزيزة شرف وابنتها في حي كلابة الأسبوع الماضي، حين أطلق مسلحون ينتمون إلى المؤسسة العسكرية النار على سيارتها في محاولة لتصفيتها. كما تعرضت الناشطة زينب سعيد خالد لاعتداءات متكررة من قبل مسلحين مجهولين، دون أن تتخذ السلطات أي إجراءات رادعة.
ويرى ناشطون أن هذه الجرائم تكشف حالة الانفلات الأمني غير المسبوقة التي تعيشها مدينة تعز، متهمين السلطات المحلية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي بالتواطؤ، بل والوقوف خلف موجة الاغتيالات المنظمة التي تستهدف الكفاءات النسائية والشخصيات الاجتماعية والناشطين.
وتشير مصادر حقوقية إلى أن ما يجري في تعز منذ سنوات من اغتيالات وانتهاكات ممنهجة يهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتدمير ما تبقى من استقرار في المدينة، عبر نشر الفوضى وإرهاب المواطنين، في وقت تتغاضى فيه القوى المسيطرة عن المسلحين المتورطين وتوفر لهم غطاءً سياسياً وعسكرياً.
وتأتي هذه التطورات الدموية لتؤكد – بحسب مراقبين – أن ليست تعز فقط من حوّلتها أدوات التحالف السعودي الإماراتي منذ ما قبل 2015 ساحة لتصفية الحسابات والجرائم المنظمة، بل كل المناطق الخاضعة لسيطرة الرياض وأبوظبي جنوب وشرق اليمن والتي أصبحت اليوم مفتوحة ليس فقط للأمريكي والبريطاني بل وللإسرائيلي أيضاً، وكل ذلك في ظل ليست سلطة بل مجموعة مسؤولين مقيمين خارج اليمن يطلق عليهم المجتمع الدولي (الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها)، سلطة عاجزة ومرتهنة للتحالف وأصبحت اليوم مستعدة لأن تكون مرتهنة للاحتلال الإسرائيلي، وباختصار ما حدث في تعز يُلخص نموذج (جمهورية الفوضى الأمنية والسيادة المسلوبة والعمالة والارتزاق للعدو الإسرائيلي) التي تريد حكومة (الشرعية) تعميمها على كل اليمن.