تقرير يعترف بتفاصيل الدور السعودي في حماية الاحتلال الإسرائيلي من الهجمات اليمنية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
مع بداية المعركة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وانخراط اليمن بشكل مباشر معلنة حالة الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته، سارعت الولايات المتحدة إلى تشغيل الأنظمة العربية الموالية لها ضمن المعسكر الإسرائيلي للدفاع عن الكيان من أي هجمات تستهدفه من خارج فلسطين المحتلة.
السعودية كانت أول دولة استجابت للإملاءات الأمريكية مشكلة مع أمريكا خطاً دفاعياً عن الكيان الصهيوني تحت عناوين تقليدية لا تقر صراحة بأنها تخدم “إسرائيل”، وهذا ما يتضح من خلال ما اعترفت به القيادة المركزية الأمريكية يوم أمس الأربعاء عندما نشرت على حسابها بمنصة إكس تفاصيل ما أسمته القيادة الأمريكية المركزية بـ”أكبر تمرين لمواجهة الطائرات المسيّرة في الشرق الأوسط” والتي أقرت بأن “هذا التمرين هو النسخة الرابعة منذ التطوير السريع للنماذج الأولية وتكتيكات دفاعية متكاملة جرى العليها منذ أول تجربة تجريبية أمريكية سعودية في عام 2023″، وهو العام الذي بدأت فيه معركة طوفان الأقصى وأعقبها حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، فما هي التكتيكات الدفاعية التي تقوم بها السعودية مع امريكا لحماية إسرائيل من الهجمات اليمنية؟
كان من الغريب أن يعلم المحتل الإسرائيلي بإطلاق صواريخ باليستية من اليمن نحو فلسطين المحتلة بعد لحظات قليلة من إطلاقه من الجغرافيا اليمنية، وهو ما يعني أن هناك من يرصد لإسرائيل إطلاق الصواريخ من اليمن بعد لحظات من انطلاقها، وفي منشور القيادة المركزية الأمريكية تقر واشنطن صراحة بأن كالاً من السعودية وأمريكا قامتا بربط أنظمة رادار ومستشعرات متطورة مثل جهاز سيغنال هنتر المحول على الجسم، وهو جهاز لكشف وتحديد مواقع الترددات اللاسلكية، وهذا أول جهاز راصد يستشعر إطلاق الصواريخ من اليمن فيتم على الفور إبلاغ الاحتلال الإسرائيلي سواءً عبر الضباط السعوديين أو عبر الضباط الأمريكيين المتواجدين في السعودية.
إضافة إلى ذلك الربط، تم أيضاً ربط نظام (BPADS) لاكتشاف الأصوات، ووظيفة هذا النظام بحسب القيادة المركزية الأمريكية “الكشف السريع عن التهديدات الجوية المحاكية لتهديدات الطائرات المسيرة” وأيضاً المحاكية لتهديدات الصواريخ المجنحة التي كانت السعودية قد تصدت لعدد منها في أول هجوم يمني على الأراضي الفلسطينية المحتلة حين أطلقت اليمن 5 صواريخ مجنحة من طراز (قدس) وذلك رداً على ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مستشفى المعمداني في غزة والتي استشهد على إثرها لحظة القصف نحو 500 شهيد دفعة واحدة، وحينها أقرت الولايات المتحدة بأن السعودية أسقطت 4 صواريخ وأن طراداً أمريكياً كان قد دخل للتو منطقة شمال البحر الأحمر، أسقط الصاروخ الخامس.
ويشمل الدور السعودي والأمريكي المشترك والذي يوظف لحماية الاحتلال الإسرائيلي، “أنظمة قيادة وسيطرة مدمجة” وفق توصيف القيادة المركزية الأمريكية والتي أضافت معلومات جديدة لهذا الدور منها “دمج أنظمة إطلاق مثل نظام فاغنارد، وهو نظام إطلاق قابل للتوسع لمواجهة أسراب الطائرات المسيرة.
أيضاً من ضمن أساليب التكتيكات الدفاعية لمواجهة الهجمات اليمنية “أنظمة أخرى لمواجهة الطائرات المسيرة مثل: سكايغارد، وشيكرا، وإم لايدز (MLIDS) وهو النظام المتنقل المتكامل لمواجهة الطائرات المسيّرة البطيئة والمنخفضة الارتفاع، بالإضافة إلى خيارات الحرب الإلكترونية”.
ويبدو أن الدور السعودي في الدفاع عن الكيان الإسرائيلي لا يكتفي فقط بإنذار الاحتلال ودمج أنظمة دفاع لمواجهة الطائرات المسيرة اليمنية بل يشمل هذا الدور أيضاً تنفيذ طلعات جوية أمريكية سعودية مشتركة بطائرات ثابتة الجناح ومروحيات لكشف وتتبع والتعامل مع التهديدات الجوية المحاكية لتهديدات الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، فالتمرين الأخير بين الرياض وواشنطن، شمل بحسب ما أقرت القيادة المركزية الأمريكية تنفيذ طلعات جوية لمواجهة وتتبع الطائرات المسيرة، وتم استخدام في هذا التمرين طائرات (إيه سي-130) و(إيه إتش-64 أباتشي) الأميركية، إلى جانب طائرات (إف-15) و(أباتشي) و(تايفون) السعودية.