من يريد أن يرى الشيطان فقد تجلى في هذا الرجل .. ترامب.. حين تجسد الشيطان في هيئة رئيس

تعليق – المساء برس|

لم يكن دونالد ترامب مجرد رئيس يتخذ قرارات سياسية، بل كان تجسيدا حيا لفكرة الخراب حين يتسلل إلى قلب السلطة، كان وما يزال رمزا لانهيار القيم، وتجسيدا حيا لما يمكن أن يفعله الشيطان حين يمنح سلطة مطلقة.

لم يكن يكتفي بالصمت أمام الجرائم، بل كان يباركها، يمولها، ويمنحها غطاء دوليا، وكأن الدم العربي لا يعني شيئا، وكأن صرخات الأطفال تحت الركام لا تصل إلى أذنيه، أو ربما تصل، فيبتسم.

ترامب لم يدعم الاحتلال الإسرائيلي فحسب، بل احتضنه، ورفعه إلى مقام القداسة، وجعل من بنيامين نتنياهو شريكا في مشروعه السياسي، لا مجرد حليف.

كل قنبلة سقطت على غزة، كل صاروخ مزق أجساد الأبرياء في صنعاء، كل مجاعة خنقت الأطفال في رفح، كانت تحمل بصمته، ولو لم تكتب باسمه.

لقد دافع عن القتلة، وهاجم الضحايا، ووقف على منابر العالم ليبرر الإبادة، ويصفها بأنها “حق الدفاع عن النفس”، وكأن الأشلاء التي تناثرت في الشوارع كانت تهدد أمنه الشخصي.

لم يكن ترامب يجهل ما يحدث، بل كان يعرف، ويصر على الاستمرار، يرى صور الأطفال المحترقين، يسمع أنين الأمهات، ويقرأ تقارير المنظمات الدولية، ثم يخرج ليقول إن إسرائيل “تقوم بما يجب”، وإن نتنياهو “رجل سلام”. أي سلام هذا الذي يبنى على جماجم الأبرياء؟ أي عدالة تلك التي تُقاس بكمية الدمار؟

ترامب ليس رئيسا فحسب، بل لعنة على الإنسانية، على العدل، على الضمير العالمي، لقد اختار أن يقف مع القتلة، أن يدافع عنهم، أن يمنحهم الضوء الأخضر ليكملوا مشروع الإبادة.

لم يكن مجرد متواطئ، بل كان المحرض الأول، والراعي الرسمي لكل ما يرتكب من فظائع.

وإن كانت السياسة تغلف الجرائم بورق المصالح، فإن التاريخ لا ينسى، سيكتب اسم ترامب لا في صفحات الإنجاز، بل في سجلات العار، إلى جانب كل من تواطأ مع القتل، وشرعن الإبادة، وسحق الإنسانية تحت أقدام الطغيان.

 

قد يعجبك ايضا