تهديد اليمن يربك منظومة الاحتلال الجوية ويكشف تحول استراتيجي
صنعاء – المساء برس|
كشف القائد السابق لمديرية الدفاع الجوي في جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد (احتياط) زفيكا هايموفيتش، عن قلق متصاعد داخل الأوساط العسكرية الصهيونية من القدرات المتنامية التي راكمتها صنعاء في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب تصريحات هايموفيتش لصحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، فإن “الحوثيين يتعلمون ويصقلون عملياتهم، وباتوا اليوم يصنعون الصواريخ والطائرات المسيّرة بأنفسهم داخل اليمن”، مؤكداً أن سلاح الجو في كيان الاحتلال بات يواجه “تهديداً جوياً متعدد الجبهات يفرض جاهزية بزاوية 360 درجة، إذ يمكن أن يأتي التهديد من اليمن سواء من الغرب أو الشرق، وليس من الجنوب فقط”.
وأشار المسؤول العسكري الصهيوني السابق إلى أن التعلم العملياتي لأنصار الله يتجلى في “طريقة نشر التهديدات، اختيار المسارات، توقيت الهجمات، وأهدافها”، لافتاً إلى أن كل بعد من هذه الأبعاد يظهر تطوراً وتغييراً واضحاً، ما يضع منظومة الدفاع الجوي للاحتلال أمام تحديات مستمرة.
وأضاف أن “الحوثيين يطرحون تهديداً تكتيكياً يمكن أن يتحول إلى مشكلة استراتيجية”، مستشهداً بفشل اعتراض أحد الصواريخ الذي أصاب هدفاً قرب مطار بن غوريون، قائلاً: “هذا يوضح كيف يمكن لإصابة واحدة أن تتسبب بأضرار مباشرة وغير مباشرة هائلة في أهداف استراتيجية”.
وبحسب مراقبين، فإن تصريحات هايموفيتش تكشف بوضوح أن التحول النوعي في القدرات اليمنية بات حقيقة ماثلة أمام العدو، فبينما راهنت “إسرائيل” وحلفاؤها لسنوات على إبقاء اليمن محاصراً ومجرد ساحة استنزاف، استطاع اليمنيون تطوير صناعاتهم العسكرية محلياً، وتحويل التهديد من تكتيكي محدود إلى عامل ردع استراتيجي يُربك حسابات العدو.
كما أن إقرار شخصية عسكرية رفيعة بهذا المستوى بأن كيان الاحتلال “لا يمكنه أن يطبّع التهديد القادم من اليمن أو أن يعيش في ظله”، يعكس إدراكاً عميقاً بأن اليمن أصبح لاعباً أساسياً في معادلة الصراع الإقليمي، وأن أي استهداف لغزة أو استمرار للعدوان سيقابله تصعيد من صنعاء قادر على تعطيل مراكز حيوية داخل الكيان.