“نحن حلفاء مع إسرائيل” مانع سليمان ليس مجرد قيادي بالإصلاح بل مسؤول عسكري رفيع بمأرب
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
لم يكن تصريح مانع سليمان القيادي في حزب الإصلاح (تنظيم الإخوان المسلمين فرع اليمن) والذي غادر مأرب معقل ما تسمى حكومة “الشرعية” التابعة للتحالف السعودي الإماراتي قبل عدة أشهر، لم يكن ذلك التصريح الصهيوني على قناة صهيونية (آي24) يعبر فقط عن حزب الإصلاح الذي يتصدر واجهة من يحاربون حكومة صنعاء وقواتها المسلحة نيابة عن تحالف مجموعة من الدول الغربية والعربية بقيادة السعودية منذ العام 2015، بل كان ذلك التصريح الفاضح يعبر عن ماهية القوات العسكرية التي تطلق على نفسها بـ”قوات الشرعية” اليمنية التي سخّرت نفسها لتكون بنادق بيد السعودية والإمارات لمحاربة اليمنيين الذين رفضوا الخضوع والانصياع للوصاية السعودية والغربية على اليمن منذ العام 2013.
مانع سليمان، القيادي في حزب الإصلاح، وأحد أبرز إعلاميي الحزب، ومن الكتّاب الرئيسيين في صحيفة الحزب وموقعه الإلكتروني (الصحوة نت)، هو أيضاً مسؤول عسكري كبير في قوات ما تسمى “الشرعية” اليمنية التي أطلقت مئات التصريحات ضد جبهة الإسناد اليمنية لغزة واتهمتها بأنها تهدد الأمن الدولي والإقليمي وأن حصارها على الملاحة الإسرائيلية هو تهديد وعمل إرهابي يستهدف الملاحة الدولية وحاولت بكل جهد جلب دعم غربي وإسرائيلي لشن حرب ضد القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء تحت غطاء “تأمين الملاحة البحرية”، مانع سليمان هو رئيس شعبة الحرب النفسية في المنطقة العسكرية الثالثة فيما يسمى “قوات الشرعية”.
مانع سليمان استضافته قناة (آي 24) الإسرائيلية الناطقة بالعربية ومقرها تل أبيب، وأخذت منه تصريحاً استمر لمدة 5 دقائق خاطب فيها المذيعين الإسرائيليين بعبارات “أخي العزيز، صديقي، أستاذي العزيز، أشكرك كثيراً” وهي عبارات إطراء وامتنان ومحبة وودّ يكنّه القيادي بحزب الإصلاح والقيادي العسكري بقوات الشرعية مانع سليمان للكيان الصهيوني.
مانع سليمان طالب من الاحتلال الإسرائيلي أن يكثف من ضرباته ضد اليمن، حين سأله المذيع ما الذي يجب على إسرائيل فعله لكي تتوقف القوات اليمنية من إطلاق الصواريخ على الكيان المحتل.
مانع سليمان وبعد تعرضه لهجوم من قبل الناشطين اليمنيين الذين أخذوا تصريحاته على القناة الإسرائيلية دليل على وجود تطبيع غير معلن بين الاحتلال الصهيوني وحكومة التحالف السعودي الإماراتي (اليمنية المنفية)، قام للرد عليهم باعتراف كشف عمق العلاقة بين الكيان الصهيوني أدوات التحالف السعودي الإماراتي، حيث نشر على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك بأنهم فيما تسمى “الشرعية” قد تجاوزوا مرحلة التطبيع إلى مرحلة التحالف المشترك وأن منتتقديه عليهم البحث عن مصطلح آخر غير مصطلح التطبيع ونصحهم باستخدام مصطلح “التحالف” وقال بأنه “أدق”.
مانع سليمان ليست حالة عابرة، أو شاذة أو خارجة عن السياق أو شخصية تجاوزت ما هو مرسوم لها، بل هو يؤدي وظيفة معينة فهو بما قام به ينفذ توجيهات عليا، قد تكون هذه التوجيهات من قيادة حزب الإصلاح أو من قيادة حكومة التحالف السعودي الإماراتي، والغرض هو رمي هذه القنبلة على الساحة اليمنية لمعرفة وقياس ردة فعل الشارع اليمني، فإن وجد الإصلاح أو حكومة التحالف تغاضياً من اليمنيين عن هذه التطورات فليست سوى أيام قليلة ويظهر قيادي آخر في حكومة التحالف وشخصيات حزبية أخرى من تلك المقيمة خارج اليمن وتطلق على نفسها أنها (الشعب اليمني والحكومة الشرعية)، وإذا أحدثت تصريحات سليمان وظهوره على القناة الصهيونية ردة فعل غاضبة من اليمنيين وخاصة في مناطق سيطرة التحالف السعودي فإن الحزب أو الحكومة التابعة للتحالف السعودي سيعملون على إنكار ارتباط هذا الشخص بهم، إذ أن من السهل أن يصدر حزب الإصلاح بياناً يعلن فيه براءته من سليمان وفصله من الحزب، ومن السهل على وزارة الدفاع التابعة لحكومة التحالف السعودي أن تصدر بياناً تقول فيه إنها قد فصلت سليمان من منصبه الذي كان يشغله حين كان رئيساً لشعبة الحرب النفسية في المنطقة العسكرية الثالثة.
الحقيقة أن مانع سليمان ومن خلفه المنطقة العسكرية الثالثة في مارب ومن خلفهم حزب الإصلاح وعضو مجلس القيادة الرئاسي والقيادي بالحزب سلطان العرادة ومن خلفهم رشاد العليمي جميعهم مرتبطين بشكل مباشر مع الكيان الصهيوني ويعملون جميعاً على تنفيذ خطوات تطبيع مع الكيان الصهيوني وإبرازها للرأي العام تدريجياً وترويض الشارع اليمني في مناطق سيطرة التحالف على قبول فكرة بناء تحالف بين هذه الحكومة وقواتها المشتتة وبين الكيان الصهيوني ضد طرف يمني عجزوا عن مواجهته وهزيمته على مدى 11 عاماً.
معلومة أخيرة، وفقاً لمصادر خاصة لـ”المساء برس” فإن مانع سليمان هو من كان يجري مقابلات تلفزيونية مع قيادات عسكرية ومجندين في مأرب من بعد (7 أكتوبر 2023) ثم نتفاجأ أن هذه المقابلات تظهر في تقارير قنوات إسرائيلية سواء قناة (آي 24) أو حتى القنوات الناطقة بالعبرية، وطبعاً كانت هذه المقابلات تُجرى باستخدام مايك ليس عليه أي لوجو أو شعار للقناة التي تُجرى اللقاءات لصالحها، وبحسب المصادر فإن هذه اللقاءات كانت جزءاً من مهامه كرئيس لشعبة الحرب النفسية في المنطقة العسكرية الثالثة، وهو ما يعني أن قيادة قوات ما تسمى (الشرعية) تعرف جيداً ما يقوم به ويمارسه مانع سليمان من نشاط، أما عن اعتقاله في سجن الأمن السياسي بمأرب فلا يعدو الأمر عن كونه خلافاً شخصياً بسبب تجاوز مانع الحدود المرسومة له مسبقاً.


