من تحت جثمان رئيس الوزراء إلى قيادة مشاريع بـ27 مليار ريال: محمد مفتاح يتحدث من قلب الألم

صنعاء – المساء برس.. هاشم الدرة|

بعد أيام قليلة من نجاته من موت محقق، وقف القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح شامخا في وجه الألم، متحدثا بصوت الحكمة والعزة عن مشاريع الإحسان التي دشنتها هيئة الزكاة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

في ذلك الاعتداء الإسرائيلي الغادر، استشهد رئيس الحكومة أحمد غالب الرهوي، وكان جثمانه الطاهر فوق جسد نائبه محمد مفتاح، الذي خرج من تحت الركام مصابا بكسور في الأضلاع وحروق وجروح، لم تثنه عن الحضور وتحمل المسؤولية، بل إنه خرج أكثر صلابة، وأكثر إيمانا برسالته، وأكثر وفاء لدماء الشهداء.

وفي كلمته خلال التدشين، ترحم مفتاح على الشهيد الرهوي ورفاقه من الوزراء، سائلا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمن بالشفاء العاجل على المصابين.

وجدد التأكيد على أن هذه الجريمة النكراء لن تمر دون رد، وأن التصعيد ضد العدو الصهيوني سيستمر، وأن شعب اليمن وقواته المسلحة لن يتراجعوا عن نصرة المظلومين في غزة مهما كانت التضحيات.

هذا الموقف لم يكن مجرد تصريح سياسي، بل تجسيد حي لمعنى الرجولة التي قل نظيرها في هذا الزمان.

رجل خرج من بين الأنقاض، يحمل أثار الجراح، لكنه يحمل أيضا راية المسؤولية، ويقود مشاريع إنسانية بقيمة 27 مليار ريال، تستهدف الفقراء والمساكين والعاجزين والمرضى والنازحين، وتعيد الاعتبار للزكاة كأداة للعدالة الاجتماعية.

مفتاح، الذي بارك تدشين 21 مشروعا نوعيا، وصف هذه المبادرات بأنها إنجازات عظيمة تبعث على الفخر، وتؤكد أن هيئة الزكاة باتت شريكا أساسيا في بناء الدولة ورعاية المجتمع.

كما سلط الضوء على مشروع رعاية المتشردين والمرضى النفسيين، معتبرا أنه من أعظم المشاريع في البلد، لما له من أثر مباشر في إعادة تأهيل من تقطعت بهم السبل، ودمجهم في المجتمع بعد سنوات من العزلة والضياع.

وفي حديثه عن الزكاة، شدد على أنها فريضة عظيمة قرنها الله بالصلاة، وأن من يتهرب منها يخدع نفسه ويضر ماله، مؤكدا أن إخراج الزكاة هو تطهير ونماء، لا مجرد التزام ديني.

بهذا الحضور المهيب، وبهذه الكلمات التي تنبض بالصدق، جسد محمد مفتاح صورة القائد الذي لا تهزه المحن، ولا تضعف عزيمته الجراح، بل تزيده إصرارا على خدمة الناس، والوفاء لدماء الشهداء، والمضي في طريق الحق مهما اشتدت العواصف.

قد يعجبك ايضا