الاتحاد الأوروبي يغذي شركات مرتبطة بجيش الاحتلال بمئات ملايين اليوروهات
غزة – المساء برس|
كشف موقع “The Grayzone” الأميركي أنّ الاتحاد الأوروبي يواصل منذ بدء العدوان على غزة تقديم منح مالية ضخمة لشركات إسرائيلية ناشئة، يدير معظمها ضباط وجنود سابقون في جيش الاحتلال، حيث بلغت قيمة هذه المنح نحو نصف مليار يورو، في وقت تُتهم فيه هذه الشركات بتطوير تقنيات استُخدمت بشكل مباشر في عمليات الإبادة ضد الفلسطينيين.
فمن خلال برنامج “هورايزون” الأوروبي، الذي تقدمه المفوضية الأوروبية على أنه مبادرة لدعم البحث العلمي وبناء مجتمعات مستدامة، حصلت الشركات والمؤسسات الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023 على أكثر من 475 مليون يورو وُجهت إلى مئات المشاريع، بينها مبادرات شارك فيها عسكريون يخدمون في الاحتياط. ففي عام 2024 وحده، منحت بروكسل ما يزيد عن 220 مليون يورو لـ179 مشروعاً إسرائيلياً، على الرغم من أنّ خبراء دوليين في القانون والجرائم الدولية وصفوا ما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية موصوفة”.
وفي العام الجاري 2025، الذي ارتفعت فيه حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى ما يقارب 434 ألفاً، استمرت الأموال الأوروبية بالتدفق نحو تل أبيب بأكثر من 110 ملايين يورو، لتتجاوز حصيلة المنح منذ انطلاق البرنامج عام 1996 حاجز 3.4 مليار يورو، وهو ما جعل “إسرائيل” أكبر متلقٍ غير أوروبي لهذه الأموال.
ولم يقتصر التمويل على الشركات الناشئة فحسب، بل وصل إلى الجامعات والمعاهد البحثية الإسرائيلية التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من المنظومة العسكرية. فقد حصل معهد وايزمان للعلوم على أكثر من نصف مليار يورو رغم شراكته الوثيقة مع شركات السلاح مثل “رافائيل” و”إلبيت” وإدارته برامج خاصة بضباط الجيش، كما تلقت الجامعة العبرية وجامعة “تل أبيب” قرابة مليار يورو مجتمعة، في حين نال معهد التخنيون نحو 316 مليون يورو بعدما لعب دوراً بارزاً في تطوير الطائرات المسيّرة التي استخدمت في قصف الفلسطينيين.
أما جامعة بار إيلان فاستحوذت على 123 مليون يورو رغم احتضانها قسماً أكاديمياً يحمل اسم “الأمن والتسلّح”، فيما حصلت جامعة بن غوريون على 121 مليون يورو، وهي التي تحتضن “معهد الأمن الداخلي” المتعاون مع شركات السلاح.
كما تدفقت أموال أوروبية إلى شركات تبدو بواجهة مدنية لكنها في حقيقتها مرتبطة مباشرة بالمؤسسة العسكرية، مثل هيئة الابتكار الإسرائيلية (IIA) التي يقودها ضباط سابقون، وفرع شركة IBM إسرائيل الذي يطوّر برمجيات لمراقبة الفلسطينيين على الحواجز، إضافة إلى شركات مثل SpacePharma وOncoHost وCodium وWi-Charge وSightec وNeuReality وBelkin Vision وNeuroKaire، وجميعها أسسها أو يديرها ضباط احتياط شارك بعضهم في العدوان الأخير على غزة.
ورغم أنّ الاتحاد الأوروبي يشترط رسمياً أن تذهب هذه الأموال إلى مشاريع مدنية، فإنّ طبيعة الأبحاث والمنتجات تكشف عن تسخيرها في خدمة جيش الاحتلال، ما يجعل بروكسل شريكاً مباشراً في تمويل آلة الحرب التي تحصد يومياً أرواح الفلسطينيين وتعمّق من جريمة الإبادة المستمرة.