خلافات داخل جيش الاحتلال حول خيار احتلال غزة
غزة – المساء برس|
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الأربعاء، أنّ الانقسام داخل كيان الاحتلال بشأن مواصلة الحرب على غزة لا يقتصر على الرأي العام، بل يمتد أيضاً إلى قيادة جيش الاحتلال التي تشهد خلافات حادة حول قضية الأسرى وخطة احتلال مدينة غزة.
ووفق التقرير الذي أعده المعلق العسكري رون بن يشاي، فإن هناك مدرستين داخل قيادة الأركان، الأولى يقودها رئيس الأركان إيال زامير، وتدعو إلى إبرام صفقة جزئية مع حركة “حماس” لإطلاق بعض الأسرى، ما قد يؤجل خيار اجتياح غزة بانتظار نتائج المفاوضات الشاملة، والثانية تضم عدداً من الجنرالات الكبار، وتطالب بصفقة شاملة تنهي ملف الأسرى وتفرض شروط الاحتلال لإنهاء الحرب وضمان أمن المستوطنات المحيطة بالقطاع، مع الدفع نحو السيطرة السريعة على غزة.
وأشار التقرير إلى أن زامير لا يستبعد اجتياح غزة في نهاية المطاف، لكنه يفضل التدرج عبر حصار المدينة وإجلاء السكان، ثم شن عمليات محدودة تستثني المناطق التي يُعتقد بوجود رهائن فيها، حفاظاً على حياتهم وتقليل خسائر الجيش.
في المقابل، يرى خصومه من قادة الميدان أن الصفقة الجزئية تمنح “حماس” فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة بناء قدراتها، وهو ما قد يعرقل الاحتلال ويؤدي إلى فقدان المزيد من الأسرى وخسارة الغطاء الدولي، لذلك يطالبون باجتياح سريع وحاسم.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ قرار الكابينيت المصغَّر الأخير، بدفع من بنيامين نتنياهو، جاء كحل وسط بين الطرحين، إذ تم تبني خطة المفاوضات على صفقة شاملة بالتوازي مع الاستعداد لاحتلال غزة إذا رفضت “حماس”. وقد أطلق على الخطة العسكرية اسم “عربات جدعون 2”.
وبحسب التقرير، فإن نتنياهو يميل إلى تسريع الجدول الزمني وتعزيز النهج الأكثر عدوانية، مدعوماً من جنرالات يؤيدون السيطرة المباشرة على غزة، بينما يظل القرار النهائي بيد رئيس الأركان الذي يمثّل الموقف الرسمي للجيش، رغم استمرار ضغوط المعارضين داخل القيادة.