العدو الإسرائيلي يعترف بفشل أغلب هجومه على اليمن.. كشف لأسباب الفشل ورصد لأبرز تصريحاته المتناقضة

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

أقر العدو الإسرائيلي بفشل أغلب هجومه على العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تناقضت التصريحات الرسمية الصادرة من قيادة جيش الاحتلال تباعاً والتي وردت بعد الغارات التي نفذها الاحتلال على هدفين مدنيين في صنعاء، بحسب ما شاهد شهود عيان في صنعاء وبحسب ما وثقت كاميرات مراسلي القنوات التلفزيونية العربية اللحظات الأولى عقب الاستهداف التي أكدت أن القصف استهدف محطة تعبئة الوقود التابعة لشركة النفط الواقعة في شارع الستين جنوب العاصمة صنعاء إضافة إلى غارة على محطة كهرباء حزيز الواقعة أيضاً جنوب العاصمة.

وعند الساعة الرابعة والربع عصر اليوم بتوقيت صنعاء، كان الاحتلال الإسرائيلي أعلن عقب الغارات على صنعاء بأنه أسقط 50 صاروخاً وقنبلة على أهداف عديدة داخل العاصمة صنعاء وفق ما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلاً عن مصادر بجيش الاحتلال، غير أن الرواية الإسرائيلية تبدلت أكثر من مرة لاحقاً.

وعند الساعة الرابعة و40 دقيقة، خرجت القناة 15 الإسرائيلية بتصريح لمصدر في جيش الاحتلال قال فيه إن 10 مقاتلات إسرائيلية شاركت بالهجوم على اليمن وألقت 35 صاروخاً وقذيفة، وهنا تبدّلت الرواية الإسرائيلية للمرة الثانية بعد أن كان عدد الصواريخ الملقاة على الأهداف 50 صاروخاً.

وعند الساعة الرابعة والربع عصر اليوم كانت القناة 13 الإسرائيلية قد أعلنت أن “سلاح الجو استهدف قاعدة صواريخ قرب القصر الرئاسي في صنعاء”، في حين لم تظهر أي لقطات كما لم يؤكد أي مراسل تلفزيوني صحة هذه الادعاءات على الرغم من أنه وقبل 6 دقائق مما نشرته القناة 13 كانت القناة 14 الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر قولها إن “القصر الرئاسي في صنعاء كان هدفاً مركزياً للهجوم”، ما يشير إلى أن من ضمن أهداف الهجوم تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قيادات الدولة كان يفترض من وجهة النظر الإسرائيلية أنها ستكون موجودة داخل القصر الرئاسي، في حين لم يكن هناك أي هجوم على القصر الرئاسي أو في محيطه.

في تناقض آخر وعند الساعة الرابعة و52 دقيقة خرجت هيئة البث الإسرائيلية للإعلان بأن 14 مقاتلة شاركت في الهجوم على اليمن وألقت 40 صاروخاً، وهنا تبديل آخر للرواية الإسرائيلية التي تكشف أن تنفيذ هجوم واسع على اليمن لم يعد أمراً ممكناً وأن الهجوم الأخير فشل في أغلبه.

وعند الرابعة و35 دقيقة أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن “الهجمات على اليمن انتهت ولم تكن الاغتيالات ضمن أجندتنا”، وهو تصريح أطلقه جيش الاحتلال لتبرير فشل الهجوم في تحقيق أهدافه التي تم التخطيط لها والتي أقر الاحتلال قبل دقائق من أن الاغتيالات كانت ضمن أهداف الهجوم حين أعلن مصدر رسمي بجيش الاحتلال أن القصر الرئاسي هو هدف مركزي للهجوم، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات عن سبب فشل الهجوم الذي أدى بالاحتلال الإسرائيلي إلى اختلاف رواياته الرسمية المتتابعة وتبدّلها خلال دقائق بشأن الهجوم الأخير على اليمن.

ما الذي أفشل الهجوم الواسع على اليمن؟

بعد نصف ساعة من الهجوم على العاصمة صنعاء أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، على لسان مصدر مسؤول، أن الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من تحييد جزء كبير من الهجوم الإسرائيلي الواسع على العاصمة صنعاء، وأن الدفاعات الجوية اجبرت أغلب المقاتلات الإسرائيلية على مغادرة الأجواء اليمنية دون تنفيذ قصفها.

تصريح وزارة الدفاع في صنعاء كشف بطبيعة الحال سبب الفشل الإسرائيلي في تنفيذ الهجوم الواسع الذي سبق الإعلام الإسرائيلي على لسان مصادر داخل قيادة جيش االحتلال أن أقروا – زعماً – أن الهجوم أسقط 50 صاروخاً وقذيفة على الأهداف المحددة والتي زعموا سابقاً بأنها تشمل “القصر الرئاسي كهدف مركزي، وقاعدة صواريخ قرب مجمع القصر الرئاسي، ومحطتي وقود، ومخازن وقود، ومحطتي كهرباء حزيز وعَصِرْ”، إلا أن الدفاعات الجوية اليمنية استطاعت منع أغلب المقاتلات الإسرائيلية من تنفيذ كل هذا الهجوم ليقتصر القصف على

ما قصفه جيش الاحتلال الإسرائيلي هو محطة تعبئة الوقود للسيارات وتقع في شارع الستين جنوب العاصمة صنعاء وهي منشأة مدنية لا علاقة لها بالقوات المسلحة اليمنية على الإطلاق، وهي الهدف اليتيم من أصل ثلاثة والذي أدى استهدافه لاشتعال النيران وتصاعد الدخان الكثيف بحكم طبيعة الهدف ذاته كونها محطة وقود سريع وقابل للاشتعال، فيما الهدف الآخر المتمثل بقصف محطة حزيز لتوليد الطاقة الكهربائية فرغم استهدافها إلا أن الاستهداف لم يُحدث أثراً يُشاهد في السماء إذ نتج عن الاستهداف تصاعد القليل من الغبار والأتربة دون وجود حرائق واسعة كما حدث في المرات الماضية، أما المزاعم بشأن استهداف المجمع الرئاسي فيبدوا أنها خطأ ارتكبه الاحتلال حين أعلن عن استهداف القصر ثم عندما تبين فشل الهجوم عاد ليقول إنه لم يكن في أجندته تنفيذ اغتيالات في هذا الهجوم.

قد يعجبك ايضا