جيش بلا علم ولا هوية..فضيحة تطال العليمي و”درع الوطن”

متابعات – المساء برس|

في مشهد يختزل مأساة السيادة اليمنية، شهدت محافظة المهرة عرضا عسكريا لقوات “درع الوطن” المدعومة سعوديا، دون أن يرفع علم الجمهورية اليمنية أو تذكر الهوية الوطنية في أي من تفاصيل الحفل.

مئات المجندين بزي موحد، عربات مدرعة، وقيادات عسكرية… لكن لا أثر لليمن، فهذا ليس مجرد عرض عسكري، بل إعلان صريح عن مشروع سعودي خالص يدار من خلف الستار وينفذ بأيد يمنية مجندة لخدمة أجندات الرياض.

فـقوات”درع الوطن”، التي أنشئت بقرار من رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لا تتبع وزارة الدفاع اليمنية، بل تخضع مباشرة لقيادة العميد السلفي بشير المضربي، أحد رموز التيار السلفي المدعوم سعوديا.

ويرى مراقبون أن هذا التحرك يأتي ضمن سلسلة خطوات توسعية لقوات “درع الوطن” في شرق اليمن، في إطار ما ينظر إليه كتقدم سعودي حذر نحو تعزيز النفوذ في محافظة المهرة.

كما أن الشرعية التي يرعاها التحالف ويترأس مجلسها رشاد العليمي تبدو اليوم مجرد واجهة شكلية لتغطية مشاريع النفوذ السعودي والإماراتي المتصارعة في اليمن.

فبينما تتقاسم الإمارات السيطرة عبر قوات “الانتقالي” و”العمالقة”، تتقدم السعودية بخطى ثابتة عبر “درع الوطن”، التي باتت تنتشر في عدن، لحج، حضرموت، أبين، والمهرة، وتجهز لتكون القوة البديلة لحماية قصر معاشيق، مقر الحكومة اليمنية التابعة للتحالف، طبعا بعد سفك دماء متوقعة ومعارك حتمية مع طرف قوات الانتقالي.

ما يزيد الطين بلة هو حضور رموز سلفية متشددة في حفلات التخرج العسكري، كما حدث في مديرية قشن، ما يثير تساؤلات خطيرة حول العقيدة القتالية لهذه القوات وانتمائها الحقيقي. فهل نحن أمام جيش وطني؟ أم ميليشيا عقائدية تخدم أجندة إقليمية؟

إن قوات “درع الوطن” ليست سوى أداة سعودية لإعادة تشكيل الخارطة العسكرية في اليمن بما يخدم مصالح الرياض، بعيدا عن أي مشروع وطني، وهي تمثل نكوصا عن فكرة الدولة، وتكريسا للانقسام، وتفخيخا للمستقبل اليمني.

“درع الوطن” لا علم، لا هوية، لا ولاء… فقط أجندة سعودية تنفذ تحت غطاء “الشرعية”.

قد يعجبك ايضا