تظاهرة أمام قاعدة عسكرية بريطانية تكشف دور لندن في دعم العدوان على غزة

لندن – المساء برس|

شهدت مدينة هاي ويكومب البريطانية، يوم السبت، تظاهرة حاشدة أمام مقر قيادة سلاح الجو الملكي البريطاني، احتجاجاً على انخراط لندن في دعم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ما يقارب عامين.

الدعوة إلى هذه التظاهرة جاءت من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، بالشراكة مع ائتلاف واسع يضمّ حملة التضامن مع فلسطين، والرابطة الإسلامية في بريطانيا، وأصدقاء الأقصى، وتحالف “أوقفوا الحرب”، إضافة إلى حملة نزع السلاح النووي، وهو ما منحها زخماً سياسياً وإعلامياً كبيراً باعتبارها الأولى من نوعها أمام هذه القاعدة الحساسة.

قاعدة هاي ويكومب تعتبر، وفق مراقبين، مركزاً لقيادة سلاح الجو الملكي البريطاني وذراعاً رئيسياً لتنسيق عمليات الاستطلاع والاستخبارات.

المنتدى الفلسطيني في بريطانيا أكد أن هذه القاعدة تؤدي دوراً مباشراً في تزويد “إسرائيل” بالمعلومات الاستخبارية، التي تُستخدم في توجيه الضربات العسكرية ضد المدنيين والبنية التحتية في غزة، ما يجعل بريطانيا شريكاً فاعلاً في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

التظاهرة أعادت إلى الواجهة قرار المحكمة العليا في لندن الصادر في يونيو الماضي، والذي اعتبر “قانونياً” استمرار الحكومة في السماح بتصدير مكونات طائرات “إف-35” المقاتلة إلى “إسرائيل”، رغم اعتراف المحكمة نفسها بوجود احتمال كبير أن تُستخدم هذه المكونات في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي. هذا التناقض القانوني عزّز من حدة الانتقادات للحكومة البريطانية التي تبدو – بحسب الناشطين – ماضية في تغليب مصالحها العسكرية والاستراتيجية على حساب مبادئ حقوق الإنسان.

يأتي هذا الحراك الشعبي في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أطول الحروب وأكثرها دموية، إذ تسبّب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 22 شهراً في استشهاد ما يزيد عن 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 155 ألفاً آخرين، إلى جانب آلاف المعتقلين، في ظل سياسة ممنهجة من الحصار والتجويع، وهذه الأرقام التي تتداولها المنظمات الحقوقية الدولية، ترسم صورة واضحة عن حجم الكارثة الإنسانية، وتضع حلفاء “إسرائيل” في دائرة الاتهام المباشر بالمشاركة في “الإبادة الجماعية”.

التظاهرة أمام قاعدة هاي ويكومب تحمل دلالات مهمة، إذ تشير إلى انتقال الغضب الشعبي في بريطانيا من الميادين العامة إلى مراكز القرار العسكري التي يعتقد أن لها دوراً مباشراً في العدوان.
ويرى مراقبون أن استمرار الحرب على غزة وما رافقها من مجازر قد يدفع نحو اتساع رقعة هذه الاحتجاجات، وربما يفرض ضغوطاً سياسية أكبر على الحكومة البريطانية التي تواجه انتقادات متزايدة من الداخل والخارج بشأن دعمها المفتوح لـ”إسرائيل”.

قد يعجبك ايضا