مصر توقع مع الاحتلال صفقة غاز بـ35 مليار دولار… شراكة اقتصادية في زمن المجازر
القاهرة – المساء برس|
في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستهجان، أعلنت شركة “نيو مد إنرجي” التابعة للاحتلال، اليوم الخميس، عن توقيع أكبر صفقة تصدير غاز في تاريخ “إسرائيل” مع مصر، بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار تمتد حتى عام 2040، وذلك في الوقت الذي تُرتكب فيه أبشع جرائم الإبادة والتجويع بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في قطاع غزة.
الصفقة، التي تشمل تصدير 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من حقل “لفيتان” الواقع قبالة سواحل “حيفا” المحتلة، تقسم إلى مرحلتين، تبدأ أولاهما العام المقبل وتشمل 20 مليار متر مكعب، فيما تشمل المرحلة الثانية 110 مليارات متر مكعب وتبدأ بعد توسعة الحقل.
وبحسب “القناة 12″ التابعة للاحتلال، سترتفع إمدادات الغاز إلى مصر من 4.7 مليارات متر مكعب سنوياً إلى 6.7 مليارات في المرحلة الأولى، ومن ثم إلى 12–13 ملياراً سنوياً لاحقاً. ويقدّر احتياطي الحقل بـ 600 مليار متر مكعب، ويتوقع أن يغطي احتياجات الاحتلال حتى عام 2064.
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، واستشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني، وحرمان المدنيين من الغذاء والماء والدواء، تأتي هذه الصفقة لتمنح الاحتلال شرياناً اقتصادياً جديداً بمليارات الدولارات، بدلاً من ممارسة أي ضغط حقيقي لوقف المجازر المستمرة منذ أكتوبر 2023.
فبينما تدفن عائلات كاملة تحت أنقاض منازلها، ويستشهد الأطفال جوعاً وهم ينتظرون شاحنة مساعدات قد لا تصل أبداً، تفتح أبواب التصدير والاستثمار لـ”إسرائيل” من الجهة الجنوبية، في مشهد يثير تساؤلات أخلاقية كبرى حول الأولويات والتحالفات، حسب مراقبين.
ورغم التحذيرات الداخلية في الكيان من أن سياسة التصدير الحالية قد تؤدي إلى استنزاف احتياطي الغاز خلال 20 عاماً فقط، بحسب تقرير لجنة “ديان”، فإن حكومة الاحتلال تمضي قدماً في توسيع صادراتها، مدفوعة بصفقات تدرّ مليارات الدولارات، وتمنحها استقراراً اقتصادياً وسط حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني.