الحوثي: تصنيف مجاهدي غزة إرهابيين تعاون مع العدو وعمى في بصيرة الأنظمة العربية
صنعاء – المساء برس|
اتهم قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أنظمة عربية بالتواطؤ مع العدو الصهيوني، من خلال تصنيف المجاهدين في قطاع غزة كـ”إرهابيين”، فقط لأنهم يدافعون عن أرضهم وكرامتهم ومقدسات الأمة، مشيراً إلى أن هذا الموقف “يمثل تعاوناً فاضحاً مع العدو الإسرائيلي”.
وقال الحوثي في كلمة له، إن هذه التصنيفات العدائية من قبل بعض الأنظمة العربية لا تنبع من منطق أو مبدأ، بل من ارتهان سياسي، مشدداً على أن إلغاء هذه التصنيفات وإعلان مساندة حقيقية للمجاهدين سيكون خطوة ذات أثر بالغ لو أقدمت عليها تلك الأنظمة.
وأضاف أن كل من يتخذ موقفاً عملياً صادقاً ضد “العدو الإسرائيلي” يُعادى من قبل بعض الأنظمة التي باتت تمارس أدواراً قمعية بحق الشعوب، وتحاول تكبيلها ومنعها من التحرك، مشيراً إلى أن هذا “ليس مبرراً للجمود”، وأنه يمكن للشعوب أن تضغط على حكوماتها وتحرك موقفًا جماعياً فاعلاً.
وتساءل الحوثي: “أين هو دور المساجد والجامعات ووسائل الإعلام والنخب في استنهاض الأمة؟”، داعياً إلى وقفة جادة على مستوى الشعوب والأطر الثقافية والاجتماعية للتصدي لحالة الخنوع والتخاذل.
وانتقد الحوثي تجاهل الأنظمة العربية لمأساة غزة، متسائلًا: “لماذا لا تبادر هذه الأنظمة حتى بإدخال مساعدات إنسانية؟”، لافتاً إلى أن بعضها ما زال يسمح بتبادل السياحة مع العدو الإسرائيلي، ويرفض قطع العلاقات أو حتى تخفيضها، رغم المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني لا يزال يعتمد في إجرامه على الشراكة والدعم الأمريكي، مبينًا أن تصريحات المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم الرئيس الحالي دونالد ترامب، توضح فخرهم بتقديم الدعم العسكري المفتوح للعدو، مضيفًا: “ترامب نفسه أهدى الجولان السوري للعدو وكأنه ميراث عائلي”.
وهاجم الحوثي السلطة الفلسطينية قائلاً إنها لا توفر لشعبها أي حماية، بل تشارك في عمليات اختطاف المجاهدين بالتنسيق مع العدو، في وقت تتحدث فيه تقارير غربية عن تعاون استخباراتي بين “إسرائيل” وعدد من الأنظمة العربية.
وفي سياق متصل، تحدث الحوثي عن أكثر من 800 اعتداء شنّه “العدو الإسرائيلي” في الجنوب السوري خلال الفترة الماضية، شملت القتل والاختطاف والتجريف وتدمير المنازل، رغم الاتفاقيات التي نصّت على إخلاء المنطقة من أي وجود عسكري مقاوم، واصفًا ما يجري بأنه “نتيجة طبيعية للخذلان الرسمي العربي”.
وأكد أن كيان العدو الصهيوني كيان إجرامي بطبيعته، تغذى على العقائد الباطلة والنزعات التوسعية، وشكّل خطراً داهماً على العالم بأسره، وأنه لا يمكن أن تستقر المنطقة في ظل وجوده وحركته الحرة ضمن تحالفه مع واشنطن والدعم الغربي الواسع.
وشدد الحوثي على ضرورة أن تكون الأمة الإسلامية واقعية في رؤيتها، وأن تتجاوز مشكلة الوعي و”عمى القلوب”، وأن تعي حجم المخاطر وأن تقف بوجه الإجرام الصهيوني الذي يتمادى فقط لأنّه لا يجد من يردعه.