محاولة إسرائيلية لابتزاز ترامب بفضيحة إبستين لتطويعه في ملفات المنطقة العربية وفقاً لأطماع نتنياهو
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
فتح الإعلام الأمريكي خلال الأسابيع الماضية ملف فضيحة رجل الأعمال جيفري إبستين، التي تورط فيها كبار السياسيين في الولايات المتحدة، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في توقيت لافت يتزامن مع تحركات مرتبطة بالقضية الفلسطينية، ما يضع علامات استفهام حول الأهداف الحقيقية من إعادة إثارة هذا الملف القديم.
فرغم أن فضيحة إبستين ذات طابع أخلاقي وجنسي وهي أصلاً قديمة وعمرها سنوات طويلة، إلا أن إعادة فتحها هذه الأيام، خاصة بعد زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ولقائه الغامض مع ترامب، يشير إلى أن ما يجري لا يخلو من توظيف سياسي له علاقة بما يدور في غزة والمنطقة، فالزيارة الأخيرة لنتنياهو انتهت بشكل غامض لما خرجت به هذه الزيارة التي لوحظ فيها أن هناك اختلافات كبيرة بين نتنياهو وترامب بدليل أن نتنياهو غادر واشنطن دون أن يكون هناك مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب كالعادة.
صحيفة “وول ستريت جورنال”، المملوكة لقطب الإعلام الصهيوني روبرت ميردوخ، تتصدر حملة فضح العلاقة بين ترامب وإبستين، عبر نشر تسريبات ومعلومات متواصلة تضع ترامب في موضع الإدانة. ويُعد ميردوخ أحد أبرز داعمي نتنياهو واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ما يعزز فرضية أن الحملة لا تستهدف فضح ترامب بقدر ما تهدف إلى إخضاعه وتطويعه لرغبات نتنياهو التي لم يتوصل فيها لاتفاق مع ترامب في زيارته الأخيرة ويبدو أن الأمر لا يتعلق فقط بغزة والقضية الفلسطينية بل يتجاوزه إلى ما هو أبعد من ذلك ليشمل ترتيبات الأوراق في المنطقة برمتها.
اللافت أن رد فعل ترامب جاء سريعًا ولكن في اتجاه مختلف؛ إذ حاول إشغال الرأي العام الأمريكي بقضية أخرى، متهمًا الرئيس الأسبق باراك أوباما بالخيانة العظمى، زاعمًا أنه خطط لانقلاب ضده أثناء حملته الانتخابية الأولى عام 2016 بالتعاون مع هيلاري كلينتون.
وجاء الاتهام بعد تصريح لوزيرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابرت، أشارت فيه إلى أن تقييمات 18 جهازًا استخباراتيًا أمريكيًا تابعين لوزارتها أجمعت على تورط أوباما في محاولة إسقاط ترامب، وهو ما استغله الأخير ليطلق هجومًا عبر فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر أوباما داخل المكتب البيضاوي بينما يتم اعتقاله وتكبيل يديه من قبل عناصر أمنية.
ويبدو أن هذه الحملة ضد أوباما ليست سوى محاولة مكشوفة للهروب من فضيحة إبستين التي تهدد مستقبل ترامب السياسي وقد تؤدي إلى عزله من منصبه بإجماع من الكونجرس، خصوصًا مع وجود معارضين له من داخل حزبه الجمهوري، في وقت يواصل فيه اللوبي الصهيوني الضغط عليه للرضوخ لمطالب نتنياهو المرتبطة بالمنطقة والتي يبدو أنها تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة وغير متوافقة مع المخطط الأمريكي، في صراع أشبه ما يكون بخلاف على تقاسم النفوذ وتوزيع الكعكة، في ظل التغييرات الجيوسياسية المتسارعة التي فرضتها معركة طوفان الأقصى والعدوان على غزة وصعود جبهات مقاومة كسرت هيبة وهيمنة الولايات المتحدة في جزء مهم وحيوي من المنطقة العربية.
ويُرجح أن فضيحة إبستين ليست أداة ابتزاز لترامب فقط، بل يُعاد توظيفها في ابتزاز زعماء عرب أيضًا، وردت أسماؤهم ضمن قائمة المتورطين في شبكات إبستين، وفضائح أخرى مشابهة لفضيحة إبستين، وهو ما يجعلهم في حالة تردد دائم بين الاصطفاف مع ترامب أو نتنياهو، إلا أن المحصلة في الحالتين أنهم يقفون ضد القضية الفلسطينية.