استشهاد طفلة جوعًا في غزة وارتفاع حصيلة ضحايا التجويع.. وتحذيرات من كارثة إنسانية كبرى
غزة – المساء برس|
استُشهدت طفلة فلسطينية، صباح الأحد، في مستشفى العودة بقطاع غزة، جرّاء الجوع الحاد، في أحدث فصول المجازر الصامتة التي يرتكبها الاحتلال عبر سياسة التجويع المنهجي بحق أكثر من مليوني فلسطيني.
وتعد هذه الحادثة جزءًا من حصيلة دموية راح ضحيتها حتى اليوم 127 مواطناً بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 85 طفلاً، وفق وزارة الصحة في القطاع، وسط صمت دولي مخزٍ وغياب أي تحرك فاعل لوقف هذه المأساة الإنسانية.
من جانبها، حذّرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من التدهور المتسارع في الأوضاع المعيشية، معتبرة ما يجري جريمة حرب كاملة الأركان ترتكبها سلطات الاحتلال، في ظل حرمان السكان من الغذاء والماء والدواء، وغياب الضغط الدولي الحقيقي.
ودعت الجمعية إلى تحرك دولي عاجل يشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، وفتح جميع معابر غزة دون شروط، وتأمين تدفق المساعدات إلى مختلف مناطق القطاع، إلى جانب حماية الطواقم الطبية والإغاثية.
كما شددت على ضرورة اعتماد إدخال المساعدات براً كخيار رئيسي وفعّال، عوضاً عن الإسقاطات الجوية التي أثبتت محدوديتها وخطورتها على المدنيين، لاسيما الأطفال.
بدوره، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع بحاجة يومياً إلى 600 شاحنة إغاثية، و250,000 علبة حليب شهرياً للأطفال الرُّضَّع، في وقت لم تُسجّل فيه أي خطوات فعلية لتلبية هذه المتطلبات الملحّة.
وأوضح المكتب أن “قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية” نتيجة استمرار الحصار، وإغلاق المعابر، ومنع تدفق المساعدات الإنسانية منذ أكثر من 148 يوماً، لافتاً إلى أن أي أرقام متداولة بشأن دخول شاحنات إغاثة تبقى محدودة ولا تفي بالغرض.
وأشار إلى أن الحل الجذري الوحيد يكمن في كسر الحصار بشكل فوري، وفتح جميع المعابر، وتأمين تدفق المساعدات والوقود وحليب الأطفال بشكل دائم وكامل.
وفي سياق متصل، أفادنت مصادر إعلامية في غزة باستشهاد 19 مواطناً في القطاع منذ فجر الأحد، بينهم عدد من طالبي المساعدات، حيث أطلق جيش الاحتلال النار على مواطنين أثناء انتظارهم قرب منطقة “زيكيم” شمال غرب القطاع.
كما أعلن مستشفى العودة عن وصول 11 شهيداً وأكثر من 54 مصاباً من منتظري المساعدات قرب محور “نتساريم”، مشيراً إلى أن بعض الجثامين مجهولة الهوية نتيجة التشوهات الكبيرة.