جورج عبد الله حرا في بيروت بعد أربعة عقود من الاعتقال في فرنسا

متابعات – المساء برس|

وصل المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، اليوم الجمعة، إلى بيروت، بعد انتزاع حريته من السجون الفرنسية التي قضى فيها ما يزيد على واحد وأربعين عاما، على خلفية مواقفه المناهضة للاحتلال والداعمة للمقاومة الفلسطينية.

واستقبل المناضل جورج عبدالله حشد شعبي واسع في مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى امتداد طريق المطار، في مشهد احتفالي بالغ الرمزية يؤكد مكانته في الوجدان الوطني، وانطلق موكبه نحو مسقط رأسه في بلدة القبيات شمال لبنان.

كانت السلطات الفرنسية قد أخلت سبيله قبل موعد الإفراج الرسمي بيوم، وفرضت عليه حظرا مؤقتا على التصريحات الإعلامية، وأفاد موفد إعلامي في باريس بأن عبد الله يتمتع بصحة جيدة.

ووصف عضو الحملة الدولية المطالبة بالإفراج عنه، إبراهيم الحلبي، هذا اليوم بأنه انتصار كبير للحريات، لا يخص عبد الله وحده، بل يعكس إرادة المقاومة والصمود في وجه الضغط الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي، الذين سعوا على مدى عقود لعرقلة الإفراج عنه.

شهدت قضية عبد الله زخماً واسعاً في الأشهر الأخيرة، وسط حملات تضامن عربية ودولية، طالبت بإنهاء احتجازه التعسفي الذي امتد سنوات بعد انتهاء محكوميته القانونية في عام 1999.

في أول تصريح له بعد وصوله، قال عبد الله إن صمود الأسرى يرتكز إلى ثبات رفاقهم في الخارج، مشددا على أن نهج المقاومة راسخ في الأرض، وأنه أقوى من محاولات القمع والنسيان.

وأضاف أن المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد، داعيا الشعوب العربية، وعلى رأسها الجماهير المصرية، إلى تحرك عاجل لكسر الحصار ووقف الإبادة في قطاع غزة.

جدير بالذكر أن جورج إبراهيم عبد الله من مواليد الثاني من أبريل عام 1951، في بلدة القبيات شمال لبنان، تأثر بوقائع الحرب الأهلية والانتهاكات الصهيونية في محيطه، مما شكل وعيه السياسي، ودفعه إلى الانخراط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وفي عام 1984 اعتقلته السلطات الفرنسية، واتهمته بالتورط في عمليات اغتيال استهدفت دبلوماسيين من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، وبعد ثلاث سنوات، صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، لكن التدخلات السياسية حالت دون الإفراج عنه رغم انتهاء مدة الحكم الأصلية.

وقد غادر صباح اليوم سجن “لانميزان” الفرنسي، بناء على قرار محكمة الاستئناف في باريس، التي اشترطت مغادرته البلاد وعدم العودة إليها.

قد يعجبك ايضا