الاجتماع الوطني السوري يرحّب برفع العقوبات ويحذر من “ثمن سياسي” للتطبيع مع الاحتلال

سوريا – المساء برس|

رحّب الاجتماع الوطني السوري الموسّع، المنعقد اليوم الثلاثاء، بقرار الإدارة الأميركية تجميد العقوبات المفروضة على سوريا لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، واصفاً تلك العقوبات بـ”الجائرة”، ومشدداً على أنها أنهكت الشعب السوري طيلة السنوات الماضية.

ورغم الترحيب، حذّر المجتمعون في بيانهم الختامي من الثمن السياسي المحتمل لهذا القرار، مشيرين بشكل خاص إلى ما يتداول عن وجود مطالب أميركية ضمنية تتعلّق بتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي كشرط مقابل رفع العقوبات.

وأكّد البيان رفض الاجتماع القاطع لأي تنازل عن السيادة السورية أو أي تفريط بالجولان المحتل.

وشدّد على رفض أي مشاريع تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، أو الانخراط في ما يعرف بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية” أو غيرها من اتفاقيات السلام، معتبراً أن “ليس من صلاحيات الحكم في دمشق عقد هكذا اتفاقيات، كونها تمسّ الثوابت الوطنية”.

وأشار المشاركون إلى تقارير إعلامية تحدّثت عن لقاءات محتملة بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في أذربيجان، في ظلّ غياب نفي رسمي من دمشق، ما وصفوه بأنه “صمت يثير الشبهات ويقوّض الثقة الشعبية”.

في جانب آخر، دان الاجتماع ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي المتواصل” على الأراضي السورية، لا سيما في الجنوب السوري، واعتبر أن استهداف البنية التحتية والمقدّرات الوطنية السورية يتم دون ردّ كافٍ أو حازم من السلطات.

وتوقف المجتمعون عند قضية الوثائق الأمنية التي استولى عليها الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك أرشيف الجاسوس إيلي كوهين، مطالبين بـ”فتح تحقيق مستقل يكشف كيفية وصول هذه الملفات الحساسة إلى يد الاحتلال”، وداعين إلى محاسبة أي جهة مسؤولة عن هذا الخرق.

وجدد البيان التمسّك الكامل بسيادة سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً، رافضاً بشكل قاطع كلّ مشاريع التقسيم أو الحلول التي تتجاوز الحقوق الوطنية، وعلى رأسها حق استعادة الجولان المحتل بكافة الوسائل المشروعة.

كما دعا الاجتماع إلى خروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية، مؤكداً أن لا استقرار حقيقياً دون إنهاء كل أشكال التدخل الخارجي.

وفي ختام بيانه، وجّه الاجتماع دعوة إلى الوحدة الوطنية الشاملة، مطالباً كافة القوى والفعاليات السياسية والشعبية بـ”الوقوف صفاً واحداً في وجه أي محاولة لتفكيك البلاد أو جرّها نحو مسارات سياسية تهدّد أمنها واستقلالها”.

ويأتي هذا الموقف وسط تحولات إقليمية ودولية متسارعة، وفي ظل محاولات متجددة لتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية و”إسرائيل”، ما يعيد ملف الثوابت الوطنية السورية إلى صدارة النقاش الشعبي والسياسي.

قد يعجبك ايضا