واشنطن و”إسرائيل”..خلافات سياسية أم مناورة استراتيجية؟
متابعات خاصة – المساء برس|
نفى البيت الأبيض التقرير الذي نشر في الـ”واشنطن بوست” الأمريكية بأن إدارة ترامب قد تتخلى عن “إسرائيل”، وأفاد مصدر رسمي أميركي لموقع “واينت” الإسرائيلي بأنّ ما جاء في التقرير “كذب”، مضيفاً أنّ “فكرة أن نتخلى عن إسرائيل سخيفة”.
كذلك قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جايمس يوايت، للموقع إنّ “إسرائيل لم يكن لديها أبداً صديق في التاريخ أفضل من ترامب”.
يأتي ذلك ردا على ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” حيث نقلت عن مسؤلين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن واشنطن قد تتخلى عن دعمها ل”إسرائيل” إذا لم يتم إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأشار مصدر مطلع في الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمتلك القدرة السياسية لإنهاء الحرب، لكنه يفتقر إلى الإرادة اللازمة، وأضاف المصدر أن نتنياهو عرض استئناف المساعدات خلال اجتماع لمجلس الوزراء، لكنه اعتبر الأمر مسألة شكلية.
كما أكد التقرير أن ضغوط ترامب على إسرائيل تزايدت في الأيام الأخيرة مع استمرار التصعيد العسكري في غزة واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
ويرى محللون أن التحولات في موقف إدارة ترامب تجاه الكيان الصهيوني مرتبطة بعدة عوامل سياسية واستراتيجية.
فمن جهة، تواجه الإدارة ضغوطا داخلية ودولية لإنهاء الحروب الخارجية، خاصة مع تنامي الانتقادات لسياستها في الشرق الأوسط، ومن جهة أخرى، قد يكون الخلاف الظاهر مع نتنياهو محاولة للضغط عليه سياسيا لإجباره على القبول بوقف إطلاق النار أو التفاوض مع حماس بشأن الرهائن.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون هذه التصريحات جزءا من إعادة ضبط العلاقات الأميركية في المنطقة، خصوصا مع دول الخليج، أو مجرد مناورة سياسية تهدف إلى الحفاظ على التوازن الدولي دون تغيير جوهري في الدعم الأميركي لإسرائيل.
كما أن استمرار الحرب يضر بصورة واشنطن دوليا، ويضعها في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، ما قد يدفعها إلى محاولة إظهار بعض التباعد عن السياسات الإسرائيلية.
علاوة على ذلك، قد تسعى الإدارة الأميركية إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية عبر إظهار موقف أكثر توازنا، خاصة بعد فترة من الدعم غير المشروط لإسرائيل.
ورغم هذه التلميحات، يبقى الدعم الأميركي لإسرائيل راسخا، حيث تؤكد واشنطن استمرار التعاون الأمني، وإن كان ذلك مشروطا بتوجهات سياسية محددة تخدم مصالحها الإقليمية والدولية.