تقرير: معهد إسرائيلي يكشف حجم الضربات اليمنية وخسائر الاحتلال خلال “طوفان الأقصى”
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشف “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” عن الحجم غير المسبوق للهجمات التي تعرض لها كيان الاحتلال من جبهة اليمن خلال فترة إسناد صنعاء للمقاومة الفلسطينية، في إطار معركة “طوفان الأقصى” المستمرة منذ أكتوبر 2023.
أرقام صادمة: الضربات اليمنية في قلب المعركة
بحسب التقرير العبري، نفذت القوات اليمنية أكثر من 370 هجوماً صاروخياً وجوياً باتجاه الأراضي المحتلة، شملت صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيّرة. كما شنت أكثر من 400 عملية بحرية استهدفت السفن الإسرائيلية أو تلك المرتبطة بالاحتلال، مما أدى إلى شلّ حركة الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وتأثير ذلك على الاقتصاد الإسرائيلي.
خسائر فادحة للاحتلال خلال 15 شهراً من المعركة
وفقًا لتقرير المعهد، تكبد كيان الاحتلال خسائر بشرية غير مسبوقة منذ عقود، حيث بلغ إجمالي القتلى 1845 قتيلاً إسرائيلياً، بينهم 841 جندياً، إضافة إلى 23,955 مصاباً، وهي أرقام تفوق حتى بعض الحروب الكبرى التي خاضتها “إسرائيل” في العقود الماضية. كما لا يزال 82 أسيراً إسرائيلياً محتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ما يعكس الفشل العسكري والاستخباراتي الكبير للاحتلال.
التحولات الاستراتيجية: صنعاء قلبت المعادلة
يمثل هذا التقرير الإسرائيلي اعترافًا واضحًا بأن إسناد صنعاء لغزة لم يكن مجرد دعم رمزي، بل لعب دورًا محوريًا في استنزاف الاحتلال وإطالة أمد المعركة، وهو ما أدى إلى تغيير قواعد الاشتباك في المنطقة. فقد نجحت العمليات اليمنية في إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على الإمدادات الاقتصادية والعسكرية لكيان الاحتلال.
البحر الأحمر ومعركة كسر الهيمنة الأمريكية
منذ أكتوبر 2023، ومع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، تحركت القوات اليمنية لضرب المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، مما فتح جبهة جديدة أربكت حسابات واشنطن وتل أبيب. وعلى مدار 15 شهراً، استمرت العمليات اليمنية بوتيرة تصاعدية، حيث تسببت في إنهاك الأسطول الأمريكي وفرض واقع جديد في البحر الأحمر، حيث لم تعد السفن الأمريكية والإسرائيلية آمنة كما كان الحال قبل الحرب.
تداعيات مستمرة
الاعتراف الإسرائيلي بالخسائر يشير إلى أن الحرب لم تسر وفقًا لما كان يخطط له الاحتلال، بل أدت إلى تحولات استراتيجية كبرى. ومع استمرار التهديدات اليمنية باستئناف الحظر الملاحي وقصف الاحتلال إذا أعاد الاحتلال الحرب على غزة أو لم يلتزم باتفاق وقف اطلاق النار في القطاع، فإنه يبدو أن تداعيات هذه الحرب ستظل تؤثر على مستقبل الكيان الإسرائيلي ومعادلات القوة في المنطقة لسنوات قادمة.