خطاب النصر لجبهة الإسناد اليمنية.. الحوثي يعلن وقف العمليات اليمنية بعد انتصار غزة
خاص – المساء برس|
أكد زعيم حركة أنصار الله، السيد عبدالملك الحوثي، أن الفشل الأمريكي في حماية إسرائيل من العمليات العسكرية المنطلقة من اليمن اضطر الاحتلال الإسرائيلي للتدخل المباشر في العدوان ضد اليمن، إلا أن هذا التدخل لم يحقق أهدافه، ولم يؤثر على القدرات العسكرية لصنعاء.
تصعيد العمليات مرتبط بالوضع الميداني
وفي خطاب عدّ بمثابة خطاب النصر لجبهة الإسناد اليمنية الداعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة والشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على القطاع منذ 8 أكتوبر 2023 على 15 شهراً متواصلة ساندت فيها اليمن غزة عسكرياً وشعبياً وسياسياً وقطعت الملاحة الإسرائيلية على الاحتلال من البحر العربي حتى البحر الأحمر نهائياً وقصفت الاحتلال بالصواريخ والمسيرات بشكل مباشر طوال هذه المدة، يمكن القول إن حديث زعيم أنصار الله اليوم عدّ بمثابة إعلان بوقف العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي بدءاً من انطلاق تنفيذ اتفاق وقف العدوان على غزة والانسحاب الإسرائيلي التدريجي من القطاع ورفع الحصار والذي سيبدأ من الأحد القادم، وحتى بدء تنفيذ الاتفاق أكد زعيم أنصار الله أن الموقف اليمني تجاه الوضع في غزة مرتبط بشكل مباشر بموقف الفصائل الفلسطينية وهو ما يعني أن الجبهة اليمنية ستتوقف بمجرد وقف الجبهة الفلسطينية، لكنه أكد إلى أن أي تصعيد إسرائيلي قبل تنفيذ الاتفاق سيقابله استمرار العمليات الهجومية اليمنية الداعمة للشعب الفلسطيني.
أما فيما يخص الفترة الشاملة لمرحلة تنفيذ الاتفاق والتي تبدأ من الأحد القادم وتمتد فترتها الأولى على مدى 42 يوماً تليها مرحلتين ثانية وثالثة تنتهي بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين والانسحاب النهائي العسكري للاحتلال من غزة فقال الحوثي إن هذه المرحلة ستكون تحت المراقبة والرصد من قبل اليمن مؤكداً استعداد صنعاء للتدخل العسكري المباشر إذا تراجع الاحتلال عن الاتفاق أو عاد إلى ارتكاب المجازر والعدوان.
فشل إسرائيلي وأمريكي
في سياق خطابه، تطرق الحوثي إلى الفشل المتكرر للولايات المتحدة وبريطانيا في تحقيق أهدافهما العدوانية في اليمن، مشيراً إلى أن الاعتماد الإسرائيلي على الولايات المتحدة لحمايته من الجبهة اليمنية أثبت عدم جدواه. وقال إن اعترافات المسؤولين والخبراء العسكريين لدى هذه الدول تؤكد عجزهم في مواجهة القدرات اليمنية المتنامية.
رسائل موجهة وموقف استراتيجي
تحمل تصريحات الحوثي دلالات سياسية وعسكرية متعددة، حيث يضع اليمن في إطار لاعب محوري في معادلة الصراع الإقليمي. من جهة، ويُبرز الخطاب تنسيقاً غير مسبوق بين صنعاء والفصائل الفلسطينية، خصوصاً حماس والجهاد الإسلامي، ما يعكس تحولاً نوعياً في العلاقات بين محور المقاومة. ومن جهة أخرى، يُظهر التصميم على مواجهة أي تصعيد إسرائيلي في غزة رغبة صنعاء في تعزيز دورها في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بما يتجاوز حدود اليمن الجغرافية.
رسالة تحذير للاحتلال
الخطاب حمل أيضاً رسالة تحذيرية واضحة لإسرائيل، مفادها أن استمرارها في سياساتها العدوانية سيقابله تصعيد مباشر من اليمن، وهو ما يضع الاحتلال أمام معضلة استراتيجية في التعامل مع تهديدات متعددة الجبهات، هذه التهديدات مرتبطة بأي حماقات يرتكبها الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني، خصوصاً مع اعترافات الاحتلال وحلفائه بفشل الردع الأمريكي والبريطاني الذي مورس ضد اليمن لمنعه من مواصلة جبهته الإسنادية لغزة.
ووصف مراقبون بأن اليمن بخطاب الحوثي وضع قواعد جديدة للاشتباك في المنطقة، حيث أصبحت جبهة اليمن جزءاً لا يتجزأ من معادلة الردع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما قد يدفع إسرائيل إلى إعادة تقيم استراتيجياتها في المنطقة وفي التعامل مع المقاومة الفلسطينية قبل ارتكاب أي حماقة.