تصريحات خالد الأشبط “المتعمّدة” وما تلاها “القصة الكاملة لما يحدث”

المساء برس – تقرير خاص/ أصدر أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة صنعاء “أمين جمعان” توجيهاً عاجلاً بإيقاف القرار الذي أصدره مدير عام مديرية معين والذي قضى بتكليف “علي محمد الديلمي” مديراً عاماً للمنطقة التعليمية، خلفاً للمدير السابق خالد الأشبط الذي صدر به قراراً من وكيل أمانة العاصمة بإيقافه عن العمل ونفذته مديرية معين بالإضافة إلى إحالته للتحقيق.

وفي برقية عاجلة من مكتب أمين عام المجلس المحلي وموجهة إلى مدير عام مديرية معين حصل “المساء برس” على نسخة منها، وجهت البرقية بصورة عاجلة مدير عام المديرية بإيقاف قرار تكليف “الديلمي” كمدير للمنطقة التعليمية بمديرية معين، نظراً لكون القرار ليس من صلاحيات مدير عام المديرية.

وكانت أمانة العاصمة قد وجهت إلى مدير عام مديرية بمذكرة رسمية بإيقاف مدير عام منطقة معين التعليمية “خالد الأشبط” عن العمل، وجاء في المذكرة الرسمية “نظراً لما قام به الأستاذ خالد الأشبط من تحريض واستهداف للجبهة الداخلية وتلفظه بألفاظ لا تليق بقيادة تربوية ولما فيه المصلحة العامة، يتم إيقاف المذكور عن العمل وتكليف نائب مدير المنطقة التعليمية للقيام بمهام مدير المنطقة”.

وكان مدير تعليمية معين الموقوف “خالد الأشبط” وهو قيادي في حزب المؤتمر، قد تلفظ بألفاظ غير لائقة ومسيئة وتحريضية أثناء اجتماعه بعدد من المعلمين التابعين لمنطقة معين التعليمية، وتم توثيق حديثه عبر كاميرا هاتف جوال من أحد الحاضرين، وتداول المقطع ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي بهدف خلق حالة من السخط المتعمد ضد جماعة أنصار الله ودعا لاستمرار الإضراب الذي تنفذه نقابة المهن التعليمية والتربوية والتي تتبع سياسياً حزب المؤتمر، كما صرح الأشبط، بشكل علني، أن جماعة داعش المصنفة دولياً في قائمة الإرهاب، أفضل من حركة “أنصار الله” التي يشاركها حزبه في السلطة.

واعتبر مراقبون أن تصريحات الأشبط قد تكون مدفوعة من التحالف للإيقاع بين شريكي السلطة في صنعاء “أنصار الله والمؤتمر”، في حين دعا ناشطون مقربون من جماعة “أنصار الله” المؤتمر الشعبي العام إلى توضيح موقف رسمي من تصريحات الأشبط كونه أحد الشخصيات البارزة في الحزب.

وكانت مواقع إخبارية قد تناقلت خبر إيقاف قرار التكليف بشكل خاطئ، حيث فبركت بعض الوسائل المحسوبة على حزب الإصلاح الموالية للتحالف وقالت بأن أمين العاصمة أوقف قرار إقالة الأشبط في حين كانت التوجيهات فقط بإيقاف قرار تكليف “الديلمي” خلفاً له فقط، بالإضافة إلى أن قرار إيقاف الأشبط صدر من أمانة العاصمة، فكيف سيصدر من الجهة ذاتها قراراً بإيقافه وقراراً آخر بعدم إيقافه عن العمل.

وتسعى بعض وسائل الإعلام المحسوبة على حزب الإصلاح والموالية للتحالف لاستغلال أي حدث في العاصمة صنعاء بشكل غير أخلاقي ولا يمت للمهنة الصحفية وميثاق العمل الصحفي بصلة، حيث يتم تهويلها وفبركتها واختلاق الأكاذيب ثم نشرها على نطاق واسع في مئات الوسائل الإعلامية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، بهدف خلق حالة من السخط ضد سلطات صنعاء ومحاولة الإيقاع بين مكوني السلطة في العاصمة.

وفيما لم يتبنَ حزب المؤتمر بشكل رسمي حملة إضراب المعلمين، ذهب البعض للقول أن الحزب وقياداته تقف خلف هذه الحملة بشكل متعمّد وتسعى لتوظيفها سياسياً ضد جماعة أنصار الله خدمة للتحالف، مستدلين في حديثهم إلى تبني ناشطين وقيادات في المؤتمر للحملة “بل إن بعضهم ذهب إلى التحريض على أنصار الله بشكل علني كما فعل الأشبط”، حسب رأي أحد المراقبين.

ويعتبر بعض المحللين السياسيين، من ضمنهم مقربين جداً من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، أن حملة التحريض وتبني إيقاف العملية التعليمية تأتي ضمن خطة يديرها المؤتمر ضد جماعة أنصار الله كبديل للخطة السابقة التي فشلت والتي كانت تهدف إلى إشعال فوضى أمنية داخل العاصمة وإدخال جماعات مسلحة تعمل على مهاجمة النقاط الأمنية والعسكرية والمداخل الرئيسية المحيطة بالعاصمة صنعاء بهدف إسقاطها بيد التحالف من الداخل، والتي كان من المفترض أن يبدأ تنفيذها منذ الـ24 من أغسطس الماضي.

ومن ضمن ما تحتويه الخطة البديلة لخطة 24 أغسطس حسب توقعات المحللين، تبني نقابة المهن التعليمية والتربوية الإضراب عن التدريس، الإضافة إلى إضراب مماثل تبدأه نقابات عمال وموظفي النفط والنقابات العمالية الأخرى والنقابات الطبية والعاملين في القطاع المصرفي، بهدف تعطيل الخدمات العامة، وخلق عصيان مدني في العاصمة صنعاء، ويضيف المحللون أن تبني ناشطين بارزين لنشر شائعات كاذبة ضد جماعة أنصار الله أبرزها شائعة “تغيير الحوثيين للمناهج الدراسية وتحويلها إلى مناهج تخدم عقيدتهم”، الأمر الذي استدعى من وزارة التربية والتعليم إصدار توضيح ونفي وتصريحات لمسؤولين في الوزارة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، تضمنت نفياً قاطعاً لتلك الشائعات.

وتأكيداً لكل ما سبق فقد شن الصحفي جمال عامر رئيس تحرير صحيفة الوسط والمقرب من “صالح”، هجوماً فيه ما يشير بشكل ضمني إلى صالح وحزب المؤتمر بالسعي لخيانة صنعاء لإثبات حسن نية للعدوان بهدف إعادة رسم التحالفات، وكتب عامر في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: “من سيخون صنعاء ليثبت حسن نواياه للعدوان بتوهم اعادة رسم التحالفات فأنه لن يجزى حتى بما ماحصل عليه ذاك الذي خان بلاده لصالح فرنسا وطمح ان يكون احد المقربين من نابليون فإذا بالأخير يرمي له صرة ذهب كمكافأة انحنى ليأخذها من تحت حوافر الحصان الذي كان يعتليه.. اما خائن اليوم لو فعل فأنه لن يحصل الا عل بقعة صغيره بوصفه امير حرب قبل ان يسقط في حفرة متراسه محملا بلعنة ماخلفه من ضحايا وخراب”.
اشترك بقناة التليجرام ليصلك كل جديد

قد يعجبك ايضا