صاروخ يمني فرط صوتي واحد يكشف ثغرات خطيرة في منظومات الدفاعات الجوية الثلاث الإسرائيلية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في تطور عسكري لافت، ضرب صاروخ يمني فرط صوتي الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشلل كامل، مما أتاح فرصة نادرة لتسليط الضوء على ثغرات خطيرة في منظومة الدفاع الإسرائيلية المتطورة. الحادثة أثارت موجة من التساؤلات حول قدرة الأنظمة الإسرائيلية على التصدي لهذا النوع من الصواريخ التي باتت تعيد صياغة مفاهيم الحروب الحديثة.
وفي ساعات الفجر الأخيرة اليوم السبت، صحى الإسرائيليون في تل أبيب على صوت انفجار قوي هز قلب كيان الاحتلال، ناجم عن سقوط وانفجار صاروخ باليستي يمني فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، وأدى انفجار هذا الصاروخ إلى سقوط عدد كبير من الجرحى الإسرائيليين الذين أصيبوا بشظايا الصاروخ وشظايا الحطام الذي تكسر من واجهات المباني السكنية المحيطة بموقع سقوط الصاروخ الباليستي.
وأشار الإعلام الإسرائيلي نقلاً عن وحدات الإسعاف في تل أبيب أن عدد المصابين جراء انفجار الصاروخ 33 مستوطناً، لكن الاحتلال زعم أن المصابين جراء شظايا الصاروخ ذاته هم 18 مستوطناً فيما البقية أصيبوا أثناء هروبهم نحو الملاجئ حيث لم يتمكنوا من الهروب جميعاً بسبب محدودية الوقت ما بين إطلاق صافرات الإنذار ولحظة وصول وانفجار الصاروخ اليمني والتي بلغت ثوانٍ قليلة فقط ما أثار استياءً واسعاً داخل المجتمع الصهيوني بسبب فشل الاحتلال في رصد الصاروخ والتنبيه بقدومه من وقت مبكر.
مسار مختلف أم تقنية جديدة؟
وفقًا لمحلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ثمة احتمالان رئيسيان وراء فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ اليمني. الاحتمال الأول يشير إلى أن الصاروخ سلك مسارًا غير مألوف، بينما يرى الاحتمال الثاني أن الصاروخ اليمني مزوّد برأس حربي قادر على المناورة بشكل غير تقليدي، مما يجعل عملية رصده وتحديد مساره شبه مستحيلة.
القوات الإسرائيلية سارعت إلى إغلاق منطقة سقوط الصاروخ ومنعت السكان من الاقتراب، حيث تم جمع شظايا الصاروخ لفحصها والتعرف على تقنياته التي أربكت الدفاعات الإسرائيلية. في الوقت نفسه، فتح الجيش تحقيقًا موسعًا لفهم سبب الفشل الذي وصفته الصحافة الإسرائيلية بأنه “غير مسبوق”.
فشل الأنظمة الثلاث
تشير التحقيقات الأولية إلى أن إسرائيل استخدمت أنظمتها الاعتراضية الثلاث المتطورة بالكامل، دون أن تتمكن من التصدي للصاروخ:
منظومة حيتس 3: المتخصصة في اعتراض الأهداف خارج الغلاف الجوي، إلا أنها أخفقت في التعامل مع الصاروخ.
مقلاع داوود: ذات المدى المتوسط، والتي أثبتت عدم جدواها أمام سرعة الصاروخ اليمني.
القبة الحديدية: المصممة للتعامل مع التهديدات قصيرة المدى، لكنها بدت عاجزة أمام هذا التحدي الجديد.
مقاطع الفيديو المتداولة أظهرت بوضوح تفوق الصاروخ اليمني من حيث السرعة والمناورة، حيث وصلت سرعته إلى 16 ماخ، أي أكثر من 16 مرة ضعف سرعة الصوت، ما جعل زمن الاستجابة الدفاعية الإسرائيلية معدومًا.
تقنيات متطورة تتحدى الرادارات
الباحث في الشؤون العسكرية والتسليحية، كامل المعمري، رأى أن الصواريخ الفرط صوتية، مثل “فلسطين 2” اليمني، تمثل تحديًا جذريًا للأنظمة الدفاعية التقليدية. إذ تعتمد هذه الصواريخ على سرعات عالية ومناورات معقدة يصعب على الرادارات ثلاثية الأبعاد اكتشافها في الوقت المناسب.
وأشار المعمري في تقرير له رصده “المساء برس” على حسابه بمنصة “إكس”، إلى أن الفجوة الزمنية بين اكتشاف الصاروخ ورد الفعل أصبحت العامل الحاسم في مثل هذه المواجهات، وغالبًا ما تكون هذه الفجوة غير كافية لاعتراض الصاروخ.
ماذا يعني هذا التطور؟
النجاح اليمني في اختراق الدفاعات الإسرائيلية يحمل رسائل استراتيجية متعددة:
إعادة صياغة الردع: الصواريخ الفرط صوتية تفتح فصلًا جديدًا في الحروب الحديثة، حيث يصبح التفوق التقني أكثر أهمية من التفوق العددي.
ثغرات في الدفاعات الإسرائيلية: فالهجوم كشف محدودية الأنظمة الإسرائيلية في مواجهة تهديدات غير تقليدية.
سباق تسلح جديد: من المتوقع أن يثير هذا الهجوم سباقًا جديدًا لتطوير أنظمة دفاع قادرة على التعامل مع الصواريخ الفرط صوتية.
ومع تسارع تطور التقنيات العسكرية، يبدو أن الصراع في المنطقة يتجه نحو معادلات جديدة أكثر تعقيدًا. فالهجوم الأخير ليس مجرد اختبار لصاروخ فرط صوتي، بل هو اختبار للقدرة على التكيف مع تهديدات مستقبلية قد تغير وجه الحروب كما نعرفها، وإسرائيل التي أدخلت نفسها نفقاً يبدو أنها لن تخرج منه بسهولة تلقت رداً من اليمن على الغارات التي شنتها تل أبيب على الحديدة وصنعاء قبل يومين سيجعل نتنياهو وحكومته يعيدون التفكير ألف مرة قبل مهاجمة اليمن إضافة إلى إعادة التفكير مليّاً في مواصلة القصف على قطاع غزة.