صحيفة روسية: بعد هروب لينكولن.. أنصار الله يفرضون معادلتهم في البحار ويصيبون العمق الأمريكي
خاص – المساء برس|
يشهد البحر الأحمر تحولات عسكرية وسياسية عميقة بفعل تصاعد نفوذ أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية، الذين تمكنوا من تحقيق إنجازات مذهلة في مواجهة أقوى أساطيل العالم، المتمثل في البحرية الأمريكية، بحسب ما ذكرت صحيفة سبفودنيا بريسا الروسية في تقرير لها، والذي أبرز التطورات التي تضع الولايات المتحدة في موقف دفاعي غير مسبوق.
تهديد مباشر لحاملة الطائرات الأمريكية
وقال التقرير إنه “للمرة الأولى، تواجه البحرية الأمريكية قوة غير نظامية تمتلك أسلحة متطورة وخبرة قتالية، ووفقًا لنشرة المعهد البحري الأمريكي. أنصار الله أعلنوا استهدافهم لحاملة الطائرات النووية الأمريكية يو إس إس أبراهام لينكولن (CVN-72) بهدف إلحاق “أضرار غير مقبولة”، وهو ما أجبر البحرية الأمريكية على نقل الحاملة بشكل عاجل إلى منطقة الأسطول السابع في المحيط الهادئ”.
هذا الانسحاب، الذي يعكس تغييرًا غير مألوف في استراتيجية البحرية الأمريكية، جاء بعد تعرض الحاملة لأضرار كبيرة في الهيكل والمدرج، بالإضافة إلى تدمير أنظمة دفاع جوي وثلاث مقاتلات، حسبما أفادت مصادر أمريكية.
الدعم الإقليمي والدولي لأنصار الله
التقرير يوضح أن التحولات لم تكن لتحقق هذا الزخم لولا التحالف الاستراتيجي بين صنعاء وطهران إصافة للتعاون مع روسيا والصين وكوريا الشمالية. هذه القوى، التي تتحدى الهيمنة الأمريكية، وجدت في أنصار الله حليفًا قادرًا على تقويض المصالح الغربية في المنطقة.
وقالت الصحيفة أن أنصار الله لم يكتفوا بتحقيق تفوق تقني في مجال الصواريخ المضادة للسفن، بل استخدموا البحر الأحمر وخليج عدن كمنصة لاختبار أسلحة جديدة وإغلاق الممرات المائية الحيوية، مما أثر بشكل مباشر على التجارة الدولية.
انسحاب الحاملات الأمريكية وغياب الرد الحاسم
في أقل من عام، اضطرت الولايات المتحدة إلى سحب حاملتي طائرات من الشرق الأوسط، ما يعكس ضعفها المتزايد في المنطقة التي تصفها بـ”الاستراتيجية”. محاولة استبدال يو إس إس أبراهام لينكولن بحاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75) لم تحقق نجاحًا سريعًا، حيث يتطلب وصولها إلى البحر الأحمر وقتًا طويلاً.
هذا التأخير يمنح أنصار الله فرصة لتحضير هجمات جديدة باستخدام أنظمة متطورة، وفقًا لتحليل الصحيفة الروسية.
تداعيات الهيمنة الأمريكية في المنطقة
السيطرة اليمنية على خطوط التجارة في البحر الأحمر تأتي في وقت حساس، حيث تستمر روسيا والصين في استخدام هذه الممرات دون عوائق، ما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لواشنطن وحلفائها، خاصة بريطانيا وإسرائيل.
ويوضح التقرير أن المواجهة في البحر الأحمر تجاوزت كونها نزاعًا محليًا، لتصبح اختبارًا لقدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على هيمنتها العالمية. ومع استمرار أنصار الله في إغلاق الممرات المائية الحيوية وفرض معادلة جديدة، فإن أي عودة للبحرية الأمريكية إلى المنطقة ستقابل بمقاومة يمنية متطورة وفعالة.
النتيجة واضحة: أنصار الله ليسوا مجرد قوة محلية، بل أصبحوا لاعبًا إقليميًا رئيسيًا يغير موازين القوى في واحدة من أهم المناطق الجيوسياسية في العالم.