scoop: اليمن يحقق تقدماً استراتيجياً في صراعه مع الولايات المتحدة وإسرائيل

خاص – المساء برس| رصد: يحيى محمد الشرفي|

كشف تقرير نشره موقع Scoop النيوزيلندي عن التحولات الاستراتيجية الكبيرة التي يحققها اليمن في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل. التقرير الذي أعده المؤرخ والصحفي فيجاي براشاد، سلط الضوء على نجاح اليمنيين في فرض معادلات جديدة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مما جعلهم طرفاً أساسياً في الصراع الإقليمي رغم الهجمات العسكرية المكثفة ضدهم.

السيطرة على البحر الأحمر ومنع الشحن الإسرائيلي

وأبرز التقرير الهجمات اليمنية التي استهدفت خطوط الشحن الإسرائيلي عبر البحر الأحمر. في نوفمبر 2023، احتجزت قوات الكوماندوز اليمنية سفينة الشحن جالكسي ليدر، المملوكة جزئياً لرجل الأعمال الإسرائيلي إبراهام أونجار، في عملية جريئة داخل المياه الإقليمية اليمنية. أدى هذا الهجوم، وغيره من العمليات المماثلة، إلى تعطيل حركة الشحن إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، الذي يعتمد عليه كمنفذ استراتيجي.

ووفقاً للتقرير، تسبب هذا التعطيل في تراجع كبير في حركة الشحن إلى الميناء، مما دفع المشغل الخاص به إلى إعلان إفلاسه. الهجمات اليمنية التي استُخدمت فيها الطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة، فرضت حصاراً فعلياً على إسرائيل، في حين ألحقت أضراراً بما لا يقل عن 30 سفينة وأغرقت اثنتين.

التكلفة الاقتصادية والتحدي العسكري

وأكد التقرير أن تكتيكات اليمنيين أظهرت فعاليتها من حيث الكلفة مقارنة بالأسلحة الدفاعية المتطورة التي تستخدمها الولايات المتحدة وإسرائيل. بينما لا تتجاوز تكلفة الصاروخ أو الطائرة بدون طيار اليمنية 2000 دولار، تصل تكلفة الصواريخ الاعتراضية الأمريكية مثل SM-2 وSM-6 إلى مليوني دولار للصاروخ الواحد.

وأشار التقرير إلى أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية لم تنجح في وقف الهجمات اليمنية. حتى اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائب الأدميرال جورج ويكوف، قائد عملية “حارس الرخاء”، بفشل الضربات يؤكد أن اليمنيين تمكنوا من تثبيت مواقعهم وفرض واقع جديد.

المقاومة المستمرة والدعم الشعبي

كما أشاد التقرير بالإرادة القوية لليمنيين، الذين حافظوا على قدراتهم الهجومية رغم القصف المكثف والبنية التحتية الهشة. المقاومة اليمنية ضد ما وصفه التقرير بـ”الإبادة الجماعية” الإسرائيلية في غزة تجاوزت حدود الحوثيين، إذ حظيت بدعم شعبي واسع داخل اليمن وخارجه، حتى من شخصيات معارضة مثل الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان.

الحل السياسي خيار لا مفر منه

وقال نائب الأدميرال جورج ويكوف إن السياسة الأمريكية بحاجة إلى الاعتراف بأن الحلول العسكرية لن تنجح في مواجهة اليمنيين. وأكد أن الحل لن يكون “في نهاية نظام الأسلحة”، بل من خلال تسوية سياسية.

وأضاف التقرير أن قدرة اليمن على تعطيل الشحن وفرض تكاليف باهظة على الولايات المتحدة وإسرائيل قد تشجعهم على مواصلة هذه الاستراتيجية إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين.

تأثير إقليمي ودروس مستفادة

وأشار التقرير إلى أن اليمنيين أثبتوا قدرتهم على تحويل مواردهم المحدودة إلى قوة استراتيجية مؤثرة على المستوى الإقليمي. هذه الإنجازات أثارت اهتماماً دولياً وطرحت تساؤلات حول قدرة القوى الكبرى على التعامل مع هذا التحدي الجديد.

فرض إرادة على ساحة إقليمية

ويلخص التقرير أن اليمنيين، رغم التحديات الهائلة، تمكنوا من فرض إرادتهم على الساحة الإقليمية، مشيرين إلى أن صمودهم يعكس تحولاً في موازين القوى. ومع استمرار الصراع، يبدو أن الحلول السياسية أصبحت ضرورة ملحة، مع إدراك القوى الكبرى أن التعامل مع اليمن لن يكون كما كان في السابق.

قد يعجبك ايضا