مجلة أمريكية: تصريحات بلينكن تعزز رواية الحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشفت مجلة “ناشيونال ريفيو” الأمريكية في تقرير نشرته السبت الماضي أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عزز رواية القوات المسلحة اليمنية بشأن ربط هجمات البحر الأحمر بالصراع الدائر في غزة، وذلك عبر تأكيده أن وقف إطلاق النار في غزة يمثل الحل الأفضل لوقف هذه الهجمات.
“الحوثيون”: من جماعة محلية إلى قوة إقليمية
وتطرق تقرير المجلة إلى التحولات التي طرأت على حركة أنصار الله، مشيراً إلى أنها انتقلت من كونها جماعة مسلحة تركز على الصراع في اليمن إلى قوة عسكرية منظمة ذات طموحات إقليمية. وقال التقرير: “بعد مرور أكثر من عام على هجمات 7 أكتوبر، لم يتضاءل التهديد الحوثي، بل على العكس، أصبحوا لاعباً إقليمياً بارزاً، مستعرضين قوتهم عبر الهجمات على السفن الأمريكية والدولية في البحر الأحمر”.
ردود فعل بلينكن وتعزيز الرواية اليمنية
على الرغم من تحذيرات بلينكن في يناير الماضي من عواقب استمرار استهداف القوات اليمنية للسفن الأمريكية، فإن قوات صنعاء استمرت في هجماتها، مبررة ذلك بالصراع في غزة. وأفاد التقرير أن “تصريحات بلينكن الأخيرة بدت وكأنها تخدم أهداف الحوثيين”، حيث قال الوزير إن “أفضل فرصة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وتحقيق الاستقرار الإقليمي تكمن في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس”.
وأضاف التقرير: “بتأكيده الحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، عزز الوزير بلينكن عن غير قصد رواية الحوثيين، الذين يربطون هجماتهم بالتصعيد الإسرائيلي في غزة”.
ارتباط الصراعات الإقليمية بالتصعيد في البحر الأحمر
وتضمن التقرير إشارة إلى تصريحات سابقة لبلينكن في أغسطس الماضي، عندما قال إن “الاتفاق بين إسرائيل وحماس هو المفتاح لضمان عدم توسع الصراع في المنطقة”، مشيراً إلى أن تهدئة التوتر في البحر الأحمر مع اليمنيين وتحسين الوضع في جنوب لبنان مع حزب الله يعتمد أيضاً على وقف التصعيد في غزة.
وتعكس هذه التصريحات، وفقاً للتقرير، رؤية أمريكية تربط بين القضايا الإقليمية الكبرى، مما يمنح القوات المسلحة اليمنية وزناً سياسياً متزايداً ويُبرز دورهم كعنصر فاعل في التوترات الإقليمية.
تحديات السياسة الأمريكية
وأثار موقف بلينكن انتقادات، حيث رأت المجلة أن “هذه التصريحات تُظهر غياب استراتيجية واضحة لإضعاف الحوثيين، وتعطيهم مساحة لتبرير أعمالهم ضد الأهداف الأمريكية والإقليمية”.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن “تصريحات بلينكن تعكس تغيراً في مقاربة الولايات المتحدة للأزمات الإقليمية، لكنها قد تعطي إشارات خاطئة لجماعات مثل الحوثيين وحزب الله، مما يزيد تعقيد المشهد الإقليمي”.
انعكاسات محتملة
تصريحات بلينكن تُبرز مدى تشابك الصراعات الإقليمية، إذ بات الصراع في غزة يؤثر بشكل مباشر على مسار الأحداث في البحر الأحمر وجنوب لبنان. ومع استمرار القوات اليمنية في استعراض قوتهم العسكرية، قد تجد الولايات المتحدة نفسها أمام تحديات جديدة تتطلب إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة.