لماذا اختير نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله؟.. مسيرته من النشأة حتى الانتخاب
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
انتخب مجلس شورى حزب الله الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا جديدًا للحزب خلفًا للعلامة الشهيد السيد حسن نصر الله. تمثل هذه الخطوة تحولًا تاريخيًا في مسيرة الحزب، حيث يأتي الشيخ نعيم كقائد جديد يحمل إرثًا غنيًا من النشاط السياسي والديني.
النشأة والتعليم
وُلد الشيخ نعيم قاسم في شباط 1953 في منطقة البسطا التحتا من بيروت. نشأ في عائلة تحمل قيمًا دينية قوية، حيث بدأ مسيرته التعليمية مبكرًا. انتسب إلى الجامعة اللبنانية حيث درس الكيمياء، وحصل على درجة الماجستير في هذا التخصص عام 1977. ولكنه لم يكتفِ بالتعليم الأكاديمي، بل تابع دراسته الحوزوية، وهو ما يعكس اهتمامه العميق بالشأن الديني والفكري.
المسيرة المهنية والسياسية
في أوائل السبعينيات، ساهم الشيخ قاسم في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين”، وكان له دور بارز في حركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية “أمل”. بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، كان له دور رئيسي في تأسيس حزب الله، الذي أصبح قوة فاعلة على الساحة اللبنانية والإقليمية.
خلال مسيرته، شغل الشيخ قاسم العديد من المناصب القيادية، بما في ذلك نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1992. وقد شهدت فترة قيادته العديد من الأحداث المهمة، من بينها حرب تموز 2006، حيث كان له دور محوري في توجيه الحزب خلال تلك الفترة
رؤية الشيخ نعيم قاسم
يُعرف الشيخ قاسم بقوة إيمانه بولاية الفقيه، ويعتبر الإمام الخامنئي قائدًا للحزب. وقد ألف عدة كتب تتناول رؤية الحزب وتاريخه، مما يعكس التزامه بالقيم والمبادئ التي نشأ عليها. من بين مؤلفاته “حزب الله: المنهج.. التجربة.. المستقبل” و”الإمام الخميني: الأصالة والتجديد”، حيث يعرض فيهما رؤيته السياسية والفكرية.
كما شارك الشيخ قاسم في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، حيث قدم رؤى ثقافية وتربوية، مثل برنامج “مفاتيح السعادة”. وقد ساهمت تلك البرامج في نشر أفكاره وتعزيز مكانته كقائد مؤثر في المجتمع.
التحديات المستقبلية
مع انتخابه كأمين عام، يواجه الشيخ قاسم تحديات كبيرة، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المعقدة. هناك توقعات بأن يستمر في تعزيز موقف الحزب في وجه الضغوط الخارجية، خصوصًا من قبل الدول الغربية والكيان الصهيوني. يُنتظر منه أن يقود الحزب في مرحلة جديدة من الصراع والتحديات، مع التركيز على توسيع نطاق العمل السياسي والاجتماعي.
انتخاب الشيخ نعيم قاسم كأمين عام لحزب الله يُعتبر علامة فارقة في تاريخ الحزب، ويعكس استمرار نهج المقاومة والثبات على المبادئ. إنه قائد يتمتع بخبرة عميقة ورؤية واضحة، مما يعزز الآمال في مستقبل الحزب واستمرار دوره الفاعل في المنطقة.